هذا السياق خصصه المصنف -رحمه الله تعالى- لسرد الآيات المتعلقة بالاستواء، وأشار إلى أن الله تعالى أثبت الاستواء في كتابه في سبعة مواضع، والمقصود بهذه المواضع السبعة: هي المواضع التي فيها ذكر استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه، فيكون الاستواء فيها معدى بحرف الجر (على) أما لفظ (استوى) مطلقاً؛ فهو مذكور في القرآن الكريم في مواضع كثيرة؛ لكنه يذكر على أوجه مختلفة فهو أحياناً يذكر معدىً بحرف الجر (إلى) كما في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [البقرة:29] وكما في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت:11] فيأتي تارة معدى بـ (إلى) ، وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله من المفسرين وغيرهم: أن الاستواء إذا كان معدى بـ (إلى) ؛ فإنه يحمل بمعنى قصد، قال تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [فصلت:11] بمعنى: قصد إلى السماء بإرادة تامة.
وأحياناً أخرى: يأتي الاستواء غير معدى بحرف من حروف الجر، كما في قوله: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} [القصص:14] في مواضع كثيرة، وهذا أيضاً ليس داخلاً في المقصود، وفي أحيان ثالثه: يأتي الاستواء معدى بحرف الجر (على) ولكن ليس في حق الله سبحانه وتعالى ولكن في حق مخلوقاته، كما في قوله تعالى: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود:44] يعني: سفينة نوح التي نجا الله تعالى فيها نوحاً ومن معه، فإنها رست واستقرت على جبل الجودي.
وإنما المقصود بالمواضع السبعة: المواضع التي ذكر فيها استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه، هذه سبعة مواضع سردها المصنف رحمه الله تعالى: الموضع الأول: في سورة الأعراف، والثاني: في سورة يونس، والثالث: في سورة طه، والرابع: في سورة الفرقان، والخامس: في سورة السجدة، والسادس: في سورة الحديد، والسابع: في سورة الرعد.