ومن ذلك: أنه حينما يأخذ الناس على الإنسان نظرة معينة، أنه من أهل الخير والصلاح, فإن النفس تحب كسب الجاه عند هؤلاء الناس عن هذا الطريق, ويخشى الإنسان أن تنكسر منزلته لو فرط في شيء, فيجاريهم ويباريهم في أشياء يفعلها أو يظهرها لهم, لا تديناً! لكن ليحافظ على مقامه عندهم، وربما تكلم ووعظ وهو لا يريد ذلك, ولم يجد له مناسبة ولا تنشط نفسه إليه، ولكنهم تطلعوا لذلك وخشي أن تنكسر منزلته أن يكون حضر مجلساً فلم يتكلم فيه, أو ينهى عن شيء وليس مقصوده النهي عن المنكر؛ لكن مقصوده أن يقول للناس: أنا دائماً وأبداً كما تظنون محتسب، في شخصية دينية تجعلني لا أترك شيئاً يمر إلا بينته، والأمر كما ذكرت: إنما الأعمال بالنيات، فقد يكون أراد وجه الله تعالى فيؤجر على ذلك, وقد يكون أراد حفظ جاهه عند الناس فليس له إلا ما نوى.