-وعلى سبيل المثال- مما يؤكد أهمية هذا الموضوع: لو نظرنا -مثلاً-إلى قضية العلم الشرعي، والفتوى، والكلام في الحلال والحرام نجد أن من الصعب جداً أن نتصور وجود عالمات في أوساط النساء يملكن من التأصيل الشرعي وكمال الفقه ما يملكه بعض من أتيحت له الفرص في مجتمعنا هذا أو غيره من المجتمعات ما لم تتح للنساء، وهذا أمر مؤكد، بل أقول: حتى في مجتمع الصحابة رضي الله عنهم كما في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه أن بعض النساء أتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلن: {يا رسول الله! غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما تأتينا فيه فتحدثنا، فجعل لهن صلى الله عليه وسلم يوماً وواعدهن فآتاهن، وذكرهن، ووعظهن، وخصهن بكلام يتعلق بأوضاعهن هن، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام، ما منكن من امرأة يموت لها ثلاثة من الولد فتصبر وتحتسب إلا كانوا لها حجاباً من النار.
قالت امرأة: يا رسول الله! واثنان قال: واثنان} المهم أن الرسول عليه السلام جعل لهن يوماً معلوماً؛ لكن قول النساء: غلبنا عليك الرجال يوحي بماذا؟ يوحي بأن الغالب على مجتمعات الرسول عليه الصلاة والسلام أن الذين حوله كانوا هم الرجال.
وأعتقد أن هذا لا يحتاج إلى مزيد تأكيد.
الغزو: من الذين كانوا يخرجون معه؟ على الأقل (90%) ممن كانوا يخرجون معه من الرجال وقد تخرج النساء أحيانا كما في غزوة بدر وأحد وحنين وغيرها، لكن يخرجن بنسبة محدودة ويمارسن أعمالاً محدودة، كما هو وارد في الأحاديث في الصحيحين وغيرهما، وكذلك اجتماعاته صلى الله عليه وسلم في المسجد وكانت النساء موجودات في المجتمع المدني وفى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى في حياته كن في آخر الصفوف {خير صفوف النساء آخرها} وبمجرد ما يسلم النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن من المسجد ويبقى الرجال فيتحدثون، ويتحلقون، ويسألون الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان غالب الرواة هم من الرجال.