إن الاستبداد بالرأي، والفردية والاستئثار بالقرار، يثير مشاعر الآخرين، ويحرك في نفوسهم رغبة البحث عن خطأٍ موجود عندك أو زللْ، أما إذا كانوا شركاء معك في الرأي وأهل شورى، فإن المحذور يزول حينئذ، فإذا مكنك الله تعالى من عمل، أو مكنك من دعوة، أو جعل بيدك مقاليد مؤسسةٍ من المؤسسات، أو فوض إليك بقدرته ورحمته خيراً من الخير، فلتكن هذه الأشياء التي تملكها أنت تحت تصرف الجميع، وليشعر الكل بأن هذه مكسب لهم جميعاً، وليست مكسباً لشخص، ولا لجهة معينة أو طائفة خاصة، فهذا العمل الذي أملكه هو ملك لكم جميعاً، فشاركوا فيه واستفيدوا منه، وأنا لا أفرض عليكم فيه شيئاً أبداً، فنحن شركاء في هذه الدعوة وفي هذا العمل.
وإذا كنا نرى أن الاستبداد السياسي الذي يعصف بالعالم الإسلامي؛ من أهم أسباب الانشطار والتمزق في المجتمعات، فإننا نعلم أن الاستبداد الدعوي هو من أهم أسباب التمزق داخل الصف الإسلامي.