ليس الهدف هو إسقاط هذا الشخص أو تلك الجماعة؛ من أجل أن نحل محلها، أو نثبت زيغها أو زيفها، وهب أنني نجحت في إسقاط فلان وفلان، فمن للناس ومن للمسلمين؟ إذا أنت أسقطتني وأنا أسقطتك، وأنت نجحت في تشويه صورتي وأنا نجحت في تشويه صورتك، من للمسلمين؟ من للشباب؟ من للدعوة؟ من للمساجد؟ من للمنابر؟ من للكتب؟ فلنتق الله تعالى في دينه عز وجل.
وقفت على كتاب يتكلم عن تناقضات أحد المؤلفين، فوجدته يذكر أن هذا المؤلف تناقض بمائة أو ألف، أو بأكثر من ذلك من التناقضات العلمية، فقلت في نفسي: لا بأس! من حق الإنسان أن ينتقد غيره، فوجدت أنه يعلق عقب كل موقفٍ يذكر فيه تناقضاً لهذا العالم أو المحدث، ويفرغ بعض ما في قلبه من الحقد، فأنا أقبل منك -مثلاً- أن تقول: إن فلاناً تناقض، فصحح الحديث في موضع وضعفه في موضعٍ آخر، أو حسنه في موضع وحكم عليه بأنه موضوع في مكانٍ ثانٍ، أقبل منك ذلك؛ لأنك يمكن أن تثبته لي بالأرقام والصفحات، لكن لماذا تعلق على هذا بعد كل مرة، بأن هذا دليل على جهله، وهذا دليل على عدم فقهه، وهذا دليل على عدم معرفته باللغة، وهذا دليلٌ على أنه يُخدم في هذه الأعمال، لماذا تنفث أحقادك من خلال هذه الأشياء العلمية؟ ولماذا لم تجعل عملك علمياً محضاً حيادياً بعيداً عن العواطف؟ ودع القراء هم الذين يحكمون ويقولون الكلام الذي تريد، أو يقولون ضده ويلتمسون العذر لهذا الإنسان، ففرقٌ بين من ينتقد نقداً علمياً موضوعياً، وبين من نيته وقصده إسقاط هذا العلم، أو هذا الشيخ، أو هذا الداعية، أو هذا الإمام.