ولا بد من العدل في الأقوال والأحكام كلها، فإن الأعمال البشرية لا تخلو من نقص مهما سعت إلى الكمال، ولكنها أيضًا لا تخلو من خيرٍ وصواب مهما وجد فيها من النقص، مما نعنيه بالأعمال البشرية، الجماعات الإسلامية مثلاً، فوجود الجماعات وتكوينها وقياداتها وأعمالها، هذا عملٌ بشري، والنشاطات الجهادية، سواء في أفغانستان، أو الفلبين، أو البوسنة والهرسك، أو السودان، أو أي بلد إسلامي آخر، والنشاطات العلمية، الدروس والمحاضرات والكتب والحوارات، والمناظرات والدورات، إلى غير ذلك، كل هذه لا تخلو من نقائص، فينبغي أن ينظر إليها الإنسان بعين العدل والإنصاف، لا بعين البحث عن أخطاءٍ أو زلات، ولا بعين الذي يفترض لها الكمال المطلق، ولا يقبل فيها أي قدر من النقص.