إن ما سوف أقوله لكم الآن هو دين أدين الله تعالى به، فأنا لا أكلمكم لأنصر مذهباً على مذهب، ولا طائفةً على أخرى، ولا أدعوكم لشخصٍ على حساب شخص آخر، اللهم إلا أننا ندعوكم إلى شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، إيماناً به، وحباً له، ودعوةً إلى دينه وشريعته، والتزاماً بسنته، وتعلماً لسيرته، وصلاةً وسلاماً عليه صلى الله عليه وسلم صلاةً وتسليماً دائمين إلى يوم الدين، فهو إمام الأئمة، وقدوة الدعاة والعلماء، أما من سواه من الأشخاص؛ فلا ينبغي أن يكونوا متبوعين لنا، أو أن نكون دعاةً لفلانٍ أو علان، إن ما نقوله لكم نقوله نصرة لدين الله تعالى، وإن شاء الله أن الله تعالى لا يعلم من قلوبنا إلا أننا نقول ما نقول رغبةً في جمع كلمة أهل الخير والحق، وتوحيد صفوفهم، وأن يقوموا بعمل جاد ينصرون به دين الله تعالى، ويكون نكاية للكفر والشرك والنفاق وأهلها، هذا كل ما نتمناه ونريده، ونسأل الله تعالى أن يجمعنا جميعاً على الحق.
إنني أعلم قبل أن أذكر هذه النصائح، أن أهل هذه البلدة المباركة، هم بحمد الله تعالى على أحسن حال، من الوحدة والوفاق والانسجام، والبعد عن أسباب الفرقة والخلاف، ولكنني لا أتحدث معكم إلا لأمرين: أولاً: أن ذلك تحذيراً من سلوك سبيل التفرق، الذي لم يأل الشيطان جهداً معكم ومع غيركم، والتحذير من الشر قبل وقوعه أولى من التحذير منه بعد وقوعه.