إننا اليوم أمام هجمةٍ عظيمة من الكفار، النصارى الذين يعملون اليوم على تحويل الأمة الإسلامية إلى أمةٍ غير ذات رسالة، أو اليهود الذين يسعون إلى جعل المنطقة الإسلامية منطقة نفوذ لليهود، تتعاون فيها خبرة اليهود مع رأس المال العربي أو الخليجي بالذات، أو مع اليد العاملة المصرية؛ لتكوِّن بناءً واحداً يهيمن عليه بنو إسرائيل.
والمنافقون المندسون في الصفوف اليوم، والذين يستخدمون الأدب والشعر والصحافة والتلفاز والإعلام والمنصب والمدرسة والجامعة وكل وسيلة؛ لتغيير عقليات المسلمين وأفكارهم، وهؤلاء المنافقون يعتبرون طابوراً خامساً داخل الصف المسلم لأعدائنا من اليهود والنصارى.
والمشركون الوثنيون، الذين يحاربون الإسلام، عبدة البقر في الهند يقتلون المسلمين، وعباد الأوثان، بل البوذيون، والهندوس، وألوان المشركين، وما يدريك أن يكون لنا معركة قادمة مع بعض هؤلاء؟! ربما ننسى في إوارها بعض عداوة أهل الكتاب، كل هذه الهجمة المشتركة تستهدف وجودنا، وعقيدتنا، وديننا، وأخلاقنا، وهي تحتاج -ولا شك- إلى جمع الكلمة لمواجهة هذا الكيد العظيم المدبر المدروس، المدجج بأحدث ألوان التقنية الغربية.
أمام هذا نجدُ -أيضاً- هجمة من المتحالفين على المسلمين، المتحالفين على الانحراف الفكري، والانحراف العقدي، ممن يحملون الثارات التاريخية، والأحقاد المذهبية، ويتربصون بنا الدوائر، ويحاولون أن يحيطوا بنا إحاطة السوار بالمعصم، وهؤلاء وأولئك على بعد الشقة بيننا وبينهم، فنحن نحمل الهداية وهم يحملون الضلال والكفر البواح، ومع ذلك فقد استطاعوا أن يجتاحوا الكثير من المسلمين؛ بل من أهل السنة والجماعة، ومن أصحاب المنهج الحق، ومن المتبعين لسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام.
إذاً هم أولاً: أعداء معلنون بالعداوة، والشقة بيننا وبينهم بعيدة جداً.
وهم ثانياً: قد نجحوا في تضليلنا وإفسادنا، وإهدار كرامتنا، ونهب ثرواتنا، وتغيير عقولنا، بل نجحوا في تغيير عقائد الكثير من المسلمين، وهناك دولٌ ومدن وأقاليم وأفراد وطوائف، قد لحقت بالنصارى، وأخرى لحقت باليهود، مصداقًا لما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان: {ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان} .