لعل أول ما يخطر في البال هو ما يلاقيه المسلمون في جمهورية البوسنة والهرسك، فعدد الهاربين اللآجئين إلى دول العالم من هذه الجمهورية المسلمة يزيد على مليوني إنسان!! وعدد الشباب الذين حُشدوا وحُشِروا في معسكرات الاعتقال الصربية، أكثر من مائة ألف إنسان!! حشروا فيما يزيد على أربعين معسكراً، في أوضاع وظروف مأساوية لا يمكن تصورها، والكثيرون منهم، هم عبارة عن هياكل عظمية ليس فيها إلا هذه الأنفاس التي تتردد، أما بقيةٌ من حياة وإلا فالموت منهم قاب قوسين أو أدني! هذا الحصار على البقية الباقية من أرض المسلمين هناك وإلاَّ فإن أعداء الإسلام قد سيطروا على نحو (70%) من الأرض الإسلامية، أمَّا (30%) فهي المنطقة التي تدور فيها حرب الشوارع، ويقتل فيها المسلمون في بيوتهم، أما الحديث عن الاعتداء على أعراض المسلمات بالقوة والاغتصاب من قبل جنود الصرب، فهو حديثُُ بشعُُ فظيعُُ فوق مستوى ما يتصوره إنسان.
أما الحديث عن الآلاف من الأطفال الذين منهم من قتل بصورة بهيمية بشعة، والكثيرون منهم وصلوا إلى البلاد الأوروبية، حيث يُنّصرون هناك، ويكفي أن تعلم أن ألمانيا فقط استقبلت ما يزيد على مائتي ألف إنسان مسلم من تلك البلاد!! وحدّث ولا حرج عن البلاد الأخرى وهى كثيرة في أمريكا وبريطانيا، وفرنسا، وكرواتيا، وصربيا، وفي بلاد أخري كثيرة.
لم يكتف العدو بالحصار، ولم يكتف بحرب الشوارع، بل أصبحت الطائرات تقصف المدن الإسلامية بقسوة وضراوة، وأصبحت تستخدم حتى القنابل المحرمة دولياً كقنابل النابال، والقنابل والأسلحة الكيماوية، والجرثومية، والعنقودية وغيرها، والعالم كله يتفرج وٌيطّمئن الصرب! لأنه لا يمكن أن يتدخل ولا يفكر في التدخل، لأن البوسنة والهرسك ليست الكويت، وأوروبا قالتها صريحة: نحن لا نريد دولة إسلامية أصولية في أوروبا، والرئيس بوش حذر رئيس البوسنة والهرسك: علي عزت من العرب والأصوليين، وقال: هذه خطوط حمراء يجب أن تقفوا دونها فماذا يملك المسلمون؟! حتى الإغاثة تتم تحت سيطرة الأمم المتحدة، وهناك معلومات مؤكدة، حتى في الصحف غير الإسلامية، تؤكد أن مندوبي الأمم المتحدة سواءً من العسكريين، أو القائمين على أعمال الإغاثة، أنهم ينحازون دائماً إلى جانب الصرب، وهاهنا تقارير عدة في مجلة المجتمع، وفي مجلة روز اليوسف المصرية، وفي تقارير غربية كثيرة، تؤكد انحياز موظفي الأمم المتحدة إلى جانب الصرب، لأنهم في الغالب من النصارى، حتى في موضوع الإغاثات والمساعدات الإنسانية.