أولاً: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج:40] الله غنيٌ عنا، وإنما المقصود بنصر الله أن ننصر دين الله عز وجل بمعنى أن نقدم الدين على أهوائنا الذاتية، وعلى أمزجتنا الشخصية، وعلى مصالحنا الخاصة أو العامة، على فرض أن مصالحنا الخاصة أو العامة كان الدين يقتضي خلافها مع أن الواقع الحق أن الدين هو كله مصلحة والمصلحة كلها في الدين.
فمثلاً الذي يأكل الربا أو يبني اقتصاده على الربا، قد يتصور أن نصر الدين في هذا الجانب ضرر عليه، ولكن الواقع الصحيح أن الربا مصلحة وهمية، بل هو ضررٌ في العاجل والآجل في الفرد والمجتمع، وسبب في محق البركات والخيرات، وأذان بحربٍ من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فالمؤمن حينئذٍ لا يجد خياراً أبداً أن ينصر الله تعالى بالتخلي عن المال الحرام، مهما كانت النتائج، ومهما توقع أنه يضره في أموره المادية؛ لأن معنى هذا أن تنصر الله عز وجل حتى تستحق نصر الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج:40] .
إذاً: حين ننصر دين الله في جميع مجالات حياتنا ونجعل الكلمة الأخيرة هي للدين، وللشريعة في أمورنا السياسية والاقتصادية، والإعلامية والتعليمية، والتربوية والاجتماعية، والخاصة والعامة فإننا نستحق نصر الله عز وجل لا محالة.
وأقول مثلما قال شيخ الإسلام رحمه الله حين قال: إنكم منصورون قالوا: قل: إن شاء الله.
قال: أقول إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً لأن وعد الله آتٍ لا محالة: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج:40] .