الإعداد المادي

أمرٌ ثالث لابد أن تعده الأمة وهو الإعداد المادي كما أسلفت، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:60] من الجنود، والسلاح، إلى غير ذلك.

ولعلكم تستغربون حين تعلمون أن إسرائيل وهي دولة صغيرة نشأت منذ سنوات ليست بالبعيدة، ومع ذلك فإن هذه الدولة تملك قوة عظيمة، حتى إني سمعت في أحد التقارير عنها أن كل مواطن إسرائيلي لابد أن يجند في الجيش ذكراً كان أو أنثى، فإن كان ذكراً يجند ثلاث سنوات والأنثى تجند سنتين، وبغضَّ النظر أن هذا الأمر يصلح لهم باعتبارهم لهم دينهم الخاص، فنحن المسلمون لا نقول نجند نساءنا، بل أبداً الأمر كما قيل: كتب القتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول المرأة لها دور تؤديه في تربية الجنود وإعدادهم وإصلاحهم إلى غير ذلك من الأدوار، لكن نحن نريد أن تربي الأمة ولابد شبابها وتعدهم، بحيث يكون كل شاب في هذه الأمة هو فعلاً جندي في أي معركة تقوم بين الأمة وبين أعدائها.

وأود -أيها الإخوة- بهذه المناسبة أن أذكر إلى أن اليهود من أخطر أعدائنا الذين لا شك أننا غفلنا عنهم الآن؛ لأن من عاداتنا أننا في غمرة الصراع مع عدو ننسى أعداءنا الآخرين، صحيح أن عداوتنا مع البعثيين عداوة مستحكمة وعظيمة وحاضرة، لكن أيضاً يجب ألا ننسى عداوتنا مع اليهود، إن من المؤكد قطعاً عند من يعقل عن الله عز وجل أننا سوف نخوض مع اليهود معركة فاصلة حاسمة، يقول فيها الحجر والشجر: {يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي ورائي تعال فاقتله} وهذه المعركة ليست بالبعيدة أبداً، إنها معركة قريبة حدد النبي صلى الله عليه وسلم زمانها ومكانها، فقال: {لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود} فهذا بالنسبة للزمان.

أما بالنسبة للمكان فقال عليه الصلاة والسلام كما في حديث نهيك بن صريم {على نهر الأردن أنتم شرقيه وهم غربيه} والغريب في الأمر أنه حتى النصارى عندهم عقيدة في كتبهم التي يعتبرونها مقدسة أن هناك معركة مع المسلمين، في هذا الموقع بالذات ويسمونها معركة هرمجدون، ويعتقدون أن وجود اليهود بهذا الموقع بالذات هو بشارة بنزول المسيح الذي يقود النصارى -كما يزعمون هم- إلى معركة فاصلة مع المسلمين، وهذا موجود في كتبهم، وهو من أسرار دعم الإمريكان لإسرائيل كما ذكر ذلك عدد من المؤلفين.

والمهم أن لنا مع أعدائنا من اليهود وغيرهم معارك كثيرة فاصلة لا بد أن نتفطن لها وأن نعد العدة لها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015