ومن ألوان الإخلال بالشهادة الشائعة لدى كثير من المسلمين: الإخلال بحقيقة الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وإذا كنا عرفنا أن شهادة أن محمداً رسول الله تعني ضرورة اتباعه صلى الله عليه وسلم، وتجريد المتابعة له فيما نهوى وما لا نهوى، فكم تجد من المسلمين اليوم من يقتصرون على التلفظ بالشهادة! فالنبي صلى الله عليه وسلم له الاسم في الشهادة، وهو الذي ينطق باسمه؛ لكن العمل والتطبيق والاتباع، ليس له؛ وإنما للمتبوعين سواء كان هؤلاء المتبوعين ممن يرضون بأن يتبعهم الناس، أو ممن لا يرضون بذلك ولا يقرون به وهذا نوع من أنواع الشرك، وعدم تحقيق المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.
لقد جهل كثير من المسلمين اليوم معنى الاتباع الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم، فوجدتهم يستغربون سنته ويستنكرونها، وينكرون أحياناً على من فعلها، وقد يُشَهِّرون به، وقد يصفونه بأوصاف كثيرة، فيقال عن المتبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم: أنه متزمت، ومتشدد، ومتطرف إلى غير ذلك من الأوصاف التي يراد منها تنفير الناس عنه، وعن السنة التي يحملها، وكثير من الناس اليوم يقدمون آراء الرجال وأقوالهم على أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذا خطأ عظيم، وقع فيه المسلمون، فإن من المعلوم أنه لا قول لأحد، ولا كلام لأحد بعد كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا عرفت أيها المسلم! أن نبيك، ومتبوعك، وإمامك، وقدوتك صلى الله عليه وسلم، يفتي في هذه المسألة، أو يقول في هذا الحكم قولاً، لم يكن لك أن تتعدى قوله، ولا أن تترك قوله إلى قول غيره، وكما قيل: دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر ويقول آخر: وخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائعُ