تقديس الأنظمة الكفرية

ومن ألوان الشرك أيضاًَ: تقديس كثير من الناس لأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، فإننا نسمع اليوم من يتغنى -مثلاً- بالعروبة كعرق أو جنسية ينتسبون إليها، ويعتبرون هذه العروبة ديناً يدينون به.

يقول شاعرهم: آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ما له ثاني فيعتبرون العروبة ديناً يدينون به وينتسبون إليه، ويدندنون حوله، وقبل أن يصرح الواحد منهم بما يدعيه من الإسلام؛ يصرح بعروبته؛ بل قد لا يصرح بإسلامه، ولا يعتز بذلك.

ومثل ذلك: تقديس الأوطان وتعظيمها، والموت من أجلها، حتى أصبحت أوثاناً، وليست أوطاناً في الحقيقة، وليس هذا التعبير من عندي؛ بل إنَّ هؤلاء الذين أصيبوا بلوثة هذه الوثنية عبروا بنفس التعبير، حتى يقول أحد الشعراء: وطني لو صوروه لي وثناً لهممت ألثم ذلك الوثن وبكل أسف! حدثني بعض الشباب: أن هذه القصيدة كانت تغنى وتذاع من أجهزة الإعلام في أيام مضت في بلدان متعددة.

ويقول آخر يخاطب وطنه: ويا وطني لقيتك بعد يأسٍ كأني قد لقيت بك الشباباً أدير إليك قبل البيت وجهي إذا رمت الشهادة والمثابا كم هو محزن -أيها الإخوة- أن يكون مسلم يفوه بالشهادة وبالمثاب أي: يشهد أن لا إله إلا الله؛ يدير إلى وطنه وجهه قبل البيت الحرام، وهو نفسه يقول: وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي أي: (في الجنة) .

فتقديس الوطن أو العرق والقومية، أو تقديس الأشخاص، وتعظيمهم، وإضفاء خصائص وصفات الألوهية عليهم؛ هو شرك بالله عز وجل.

ويجب أن نعرف أن الإنسان العاقل الذي يتكلم وهو صاحٍ، عاقل غير مغلوب على عقله، مؤاخذ بما يتكلم به، ومسئول عنه، ولا يجوز أن نقول: هذه مجرد فلتات، أو كلمات تنطلق منهم دون فهم لمعناها، أو حساب لها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015