إنها مصيبة أن المسلمين اليوم حذوا حذو الأمم الأخرى، النصارى يعبدون الله يوم الأحد في الكنيسة وغيرها، لكنهم في بقية أيام الأسبوع يعبدون غير الله، يعبدون الشهوات، ويعبدون المصالح، ويعبدون البنوك، ويعبدون الدرهم والدينار.
واليهود كذلك يزعمون -كلهم يزعمون وهم كاذبون لا يعبدون الله عز وجل- يزعمون أنهم يعبدون الله عز وجل في يوم السبت، وفي بقية أيام الأسبوع يعبدون الشيطان، يعبدون الشهوة واللذة والمتعة الحرام.
والآن كثير من ذريات المسلمين قد تأثروا بذلك، فأصبح الواحد منهم إذا جئته في المسجد، قلت: ما شاء الله، بكاء وخشوع وصلاة وذكر وتبكير، وإذا جئته أمام المنكرات، حتى في بيته، دعنا من السوق، دعنا من المنكرات العامة الاجتماعية، نريد أن ننظر في بيته نفسه، نجد في بيت هذا الإنسان منكرات طويلة عريضة، لا يبالي بها ولا يهتم لها ولا ينكرها، ولو قيل له في ذلك، قال: والله ما نستطيع وهؤلاء غلبونا.
ما هذا التناقض بين شخصية هذا المتعبد في المسجد المبكر، وبين شخصية الراضي بالمنكرات؟! قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة:78-79] .