لنسمع قول الباري جل وعلا: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110] ؟ المخاطبون بقوله (كنتم) أنتم! نحن المخاطبون، ألم نسمع قول الله جل وعلا: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة:71] ؟ بالله عليكم يا إخواني وأنتن يا مسلمات! كل واحد منا يوجه لنفسه هذا
Q نحن في شهر رمضان، صائمون لوجه الله -إن شاء الله- ونتردد على المساجد، ونصلي التراويح والقيام، ويمكن أن الواحد منا يتصدق وينفق، بقي عليك سؤال: ما هو الدور الذي قمت به في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! ما هو الدور الذي قمت به في سبيل إصلاح المجتمع؟! هل تكلمت بكلمة طيبة؟! هل وجهت أحداً؟! هل نشرت كتاباً مفيداً؟! هل نشرت شريطاً مفيداً؟! هل حذرت من خطر؟! هل نبهت على خطأ؟! هل بلغت عن فساد وانحلال موجود في المجتمع؟! كل واحد يجب أن يسأل نفسه هذا السؤال، ما دوره في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! الدين عدد لا يقبل القسمة، ليس بصحيح أن تتهجد وتحيي الليل وتصوم النهار، ثم إذا جئناك في هذا المجال؛ وجدناك بارد القلب لا تثور لك غيرة، إن هذا ليس علامة على وجود الإيمان، الإنسان الذي يسمع بأخبار المنكرات ويتحقق من وجودها، وهو بارد الأعصاب بارد العزيمة بارد الدم، لا يتحرك في قلبه عاطفة ولا انفعال ولا تأثر ولا حزن؛ هذا ليس عنده إيمان حقيقي، هذا يدل على تردي مستوى الإيمان في قلبه، إن كان في قلبه إيمان، كأنك تسمع بلاداً أخرى، أو كأنك تسمع أخباراً تاريخية؛ أنه في العصر الفلاني حصل كذا وكذا، وفي العصر الفلاني حصل كذا وكذا، نسأل الله العافية والسلامة.