الغفلة مع حسن الظن بالأولاد

هم يحاولون أن يحولوا مجتمعاتنا إلى مجتمعات رذيلة وفساد وانحلال، ونحن غافلون -مع الأسف الشديد- الأب، وولي الأمر، والمسئول هو آخر من يعلم، يمكن أن بعضنا لا يعلم ولا ينتبه للخطر إلا إذا قدر الله وشعر أن في بيته شيئاً غير طبيعي، اتصال هاتفي غير طبيعي، مجلات، أو اكتشف أفلاماً، أو -لا قدر الله- وقع ما لا تحمد عقباه، فيسود وجه الأب حينئذ.

لماذا نؤثر السلامة، ونظن أن الأمور على ما يرام؟ لماذا نبالغ في حسن الظن بأولادنا وبناتنا؟ مع أننا لم نفعل لهم شيئاً، الآن لو كان الأب بذل جهده في تربية أولاده وبناته، وعلمهم ورباهم وذكرهم بالله عز وجل، وشاهد عليهم آثار الصلاح والتردد على المساجد، وقراءة القرآن، وشاهد على البنات الحجاب وكراهية الخروج والتزين والصلاة وقيام الليل، كما يوجد والحمد الله في بعض البيوت، فلا بأس أن يقول: أنا واثق فيهم، لكن تشاهد الآن أن الجميع غافلون، أولاد وبنات يدخلون ويخرجون، لا ترى عليهم من آثار الاستقامة إلا الشيء اليسير، ومع ذلك تفرط وتبالغ في حسن الظن بهم، وتظن أن الفساد والانحلال يأتي من أولاد الناس، وأن القصص التي تسمعها أنت لا تتعلق بك، إنما هي قصص أولاد الجيران وأولاد المجتمع، ومن هو المجتمع؟ المجتمع هو أنا وأنت والثاني والثالث، فكل واحد منكم أيها الرجال وأيتها النساء -أيضاً- يجب أن يشعر بأنه هو المخاطب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015