دور الصحوة في نشر هذا الدين

هذه الظاهرة التي يعبر عنها بالصحوة الإسلامية، والتي أقضت مضاجع أعداء الإسلام, فانطلقوا مسعورين يكتبون عنها في صحفهم ووسائل إعلامهم، ويحذرون منها, ويقولون: انتبهوا إلى هذا الإسلام!! هذا العملاق النائم الذي إذا استيقظ فلن تقف في وجهه جيوش أوروبا ولا روسيا ولا غيرها!! هذه الصحوة الإسلامية، لست أقول كما يقول البعض: إنها بدون سبب وبلا مقدمات، كلا! فجهود العلماء والدعاة والموجهين، والجمعيات الإسلامية، والوسائل المختلفة، من الكتب والمجلات والأشرطة وغيرها, لا يمكن أن نتجاهل دورها.

لكن أعتقد -والله أعلم- أن حجم الصحوة الإسلامية أضخم مما يتوقع من تلك الوسائل, فالوسائل لها دورها لكن النتائج أعظم مما هو متوقع، ولا يمكن أن تفسر هذه الوسائل هذه الصحوة الإسلامية, لكن يفسرها لطف الله تبارك وتعالى بهذه الأمة, ولذلك يقال: وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمانُ إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده فإذا لم يرد الله بالإنسان خيراً؛ فمهما بذل من الوسائل والأسباب فهي تكون عليه لا له, وفي طريق هذا التوجه للإسلام عقبات وعوائق كثيرة وكثيرة!! وهذه العقبات قد تجعل بعض الناس يهم بالاستقامة ولكنه لا يقدم.

ومما لا شك فيه أن كثيراً من الواقعين في الانحراف بكافة صوره وأشكاله؛ في قلوبهم صوت يصيح بهم ويناديهم أن توبوا إلى الله عز وجل, وهذا الصوت هو مصدر إزعاج لهم وقلق, وقد ذكر بعض الشباب الذين كانوا يعيشون في أجواء منحرفة؛ أنه كان يحمل الطبل بيده أو العود في ساعة متأخرة من الليل، مع قرنائه الأشرار, وفي ضميره تأنيب وتقريع وشعور بالخطأ والذنب! ما استمر هذا الشعور فترة إلا وانتصر، فخرج هذا الشاب من الظلمات إلى النور, وهداه الله تبارك وتعالى.

وكثير من الشباب الذين يسافرون إلى الخارج، ويبحثون عن الرذيلة والمتعة الجنسية المحرمة, يذكر من تاب الله عليه منهم أن من أصحابهم من يجالس الفتاة المنحرفة في وقت, ثم يذهب بعده بلحظات إلى غرفة أخرى يئن ويبكي!! فهذا الشعور قد يظل شعوراً مغلوباً في قلب الإنسان؛ بسبب عوائق وعقبات تحول دونه ودون الواقع, وقد يتحول إلى خطوات عملية؛ فيتجه هذا الإنسان إلى الخير، ويستقيم ويصلح، ويسير في هذا الطريق خطوات, وربما توجد عوائق وعقبات توقف هذه الخطوات أو تضعف من شأنها.

وفي هذه اللحظات القصيرة سوف أعرض لخمسة عوائق أو عقبات؛ لا أقول إنها كل العقبات، لكنها في نظري من أهم العقبات.

وهي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015