الإسلام والفطرة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، رسم الطريق المستقيم لمن يأتي بعده من هذه الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وما ترك صلى الله عليه وسلم خيراً يعلمه إلا دل الأمة عليه وأمرها به, وما ترك صلى الله عليه وسلم شراً يعلمه إلا حذر الأمة منه ونهاها عنه, حتى تركها على المحجة البيضاء المشرقة، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.

أما بعد: أيها الإخوة وأيتها الأخوات الإسلام فطرة مركوزة في ضمير كل إنسان، قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الروم:30] , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث عياض بن حمار المجاشعي، في صحيح مسلم: {قال الله تعالى: إني خلقت عبادي كلهم حنفاء -أي: مستقيمين في أصل الفطرة على التوحيد، مائلين عن الشرك- وإنهم أتتهم الشياطين فحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً} .

هذه الفطرة قد يعتريها -في كثير من الأحيان- ما يصرفها عن طريقها إلى طرق الغواية، ولكنها سرعان ما تستيقظ إذا سمعت داعي الله عز وجل, وتئن تحت هذا الركام ثم تثور وتتمرد؛ حتى تجد طريقها المستقيم الذي هداها الله تبارك وتعالى إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015