ما هي العلاقة بين المتدينين والمقصرين

إذا أردنا تطبيق الموازين الشرعية وليست الموازين الغربية أو الموازين العلمانية.

يوجد في مجتمعنا -ولا شك- متدينون محافظون على كل قيم الدين وأخلاقه, ويوجد أيضًا المفرطون والمقصرون ولا شك, وهنا يجب أن نتساءل: ما هي العلاقة التي يجب أن توجد بين هؤلاء وهؤلاء؟ لا يجوز أن تكون العلاقة علاقة تنابز وتباعد, فلا ينبغي للملتزم مثلاً أن يكون سريعًا إلى عيب هؤلاء واتهامهم، وسوء الظن بهم, بل ينبغي أن يعطيهم فرصةً للمراجعة والرجوع, وأن يحسن الظن بهم ما استطاع, وأن يبذل لهم النصيحة, ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، بالحكمة والموعظة الحسنة, وبالكلمة الطيبة, والابتسامة التي أحيانًا تزيل كثيرًا مما في القلوب, وأن يسعى جهده إلى دعوتهم إلى الله, وتحسين صورة المتدينين في نفوسهم.

وأن يحرص على أن يكون منضبطًا قدر المستطاع في تصرفاته, فلا يبدر منه من الكلام أو الفعل ما يعاب به هو, لأن العيب -أحيانًا- لا يوقف على شخصٍ؛ بل يتعدى إلى عيب الملتزمين, فطالما سمعنا إنسانًا يعيب المتدينين كلهم أو يسبهم لأنه رأى موقفًا من واحد, أو سمع كلمةً من آخر.

حسناً يا أخي! أخطأ شخصٌ تنسب الخطأ إليه؛ لكن لا تعمم هذا الخطأ على كل المتدينين, أو على كل من تسميهم أنت بالملتزمين, فإن الله تعالى يقول: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الزمر:7] والإنسان مسئول عن فعله هو, ولا يجوز أبدًا أن يحمل غيره وزره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015