البعث والنشور

ثم قال سبحانه: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} [ق:42] فهذا عودٌ إلى المعنى العظيم البارز في السورة، والموضوع الذي استغرق معظم آياتها، وهو موضوع البعث والنشور، وكأن الأمر قريب وهو كذلك، فالله تعالى يقول: (استمع) فكأن إنساناً وضع أذنيه يتسمع متى ينادي المنادي (من مكان قريب) فلا تغتر ببعد المكان، ولا بطول الزمان، فالأمر آتٍ ولهذا قال: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل:1] وقال سبحانه: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر:1] وقال عز وجل: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} [الأنبياء:1] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {بعثت أنا والساعة كهاتين} وقال عليه الصلاة والسلام: {ويل للعرب من شر قد اقترب} فلماذا يهلكنا الواقع الذي نعيشه ولا نمتد إلى أبعد من ذلك، فنرى الساعة وقد قامت، ونادى المنادي من مكان قريب، ونسمع الصيحة بالحق، ونرى الناس وكأنهم يخرجون من قبورهم: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} [المعارج:43] فيعطي هذا الإنسان صبراً وقوةً وإصراراً، ويعطيه معاني عظيمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015