من الوسائل التي تصبر الإنسان الاعتبار بالأمم السابقة واللاحقة والموجودة الآن؛ ممن لا يقع تحت سمعه وبصره، أي أن ينعتق الإنسان من حدود الزمان وحدود المكان، افترض مثلاً أن من حولك يعارضونك ويؤذونك، لكنك تعرف أن المسلمين في بلاد أخرى قريبة وبعيدة ونائية وغير ذلك معك على ما أنت عليه، ألا يعتبر هذا تقوية وتسلية وتصبيراً للإنسان؟ بلى، بل حتى لو تصورت أن الناس ضدك، لو تذكرت أن ملائكة الله عز وجل يؤيدونك، وينصرونك، ويدعون لك، ويستغفرون لك، ألا يكون هذا تقوية وتصبيراً للإنسان؟ بلى، ومثله أيضاً الزمن المقبل، فلو وجد الإنسان أنه الآن يؤذى، ولكن الله تعالى سينصره بعد حين لصبر على ذلك، لكن حتى لو تصور أن الله سينصره ولو بعد موته، ويظهر حقه على باطلهم لصبر على ذلك، فهذا من وسائل الصبر التي بينها الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم.