ثم قال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37] أي: أن من لم يتذكر فليس له قلب، نعم.
فيه تلك المضغة الموجودة في الصدر، وهي موجودة عنده ولو لم تكن موجودة عنده ما حيي، ولكن قلب الوعي، وقلب البصيرة أمر وراء ذلك.
ففي هذه الآيات والعبر ذكرى لمن كان له قلب، أما من ليس له قلب فهو لا يعتبر بذلك، حتى ميت القلب لو سمع سماع تفهم ربما حيي قلبه: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الحديد:17] ولهذا قال هناك: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37] ضع أذنك وفكر وقدر وتدبر، وربما يصحى القلب المريض، أو يحيا القلب الميت والله تعالى على كل شيء قدير: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الحديد:17] فنسأل الله تعالى أن يحيي قلوبنا بذكره وشكره وحسن عبادته، ونستغفر الله تعالى مما فرطت به ألسنتنا، أو زلت به أعضاؤنا وجوارحنا، ونسأل الله تعالى أن يشملنا جميعاً بصفحه وعفوه إنه على كل شيء قدير، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، والحمد لله رب العالمين.