نحن الآن في دار الدنيا والناس يعيشون، يتكلمون، يعملون، يفكرون والملائكة يكتبون وهذا جانب، ثم ننتقل إلى الخطوة الثانية وهي: النقلة من الدنيا إلى الآخرة: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19] فالموت: هو عملية الانتقال في نظر المسلم من الدنيا إلى الآخرة، فما بينك وبين الآخرة إلا نفس يدخل فلا يخرج، أو يخرج فلا يدخل، وأكثر الذين ماتوا لم يكونوا متوقعين أنهم يموتون بتلك الطريقة ولا كانوا مستعدين للموت بما فيه الكفاية، بل كانوا يسمعون الكلام عن الموت، وكأنه يتعلق بأشخاص آخرين غيرهم، لا يخاطبهم أو يعينهم هم مباشرة.