المعوقات عن الدعوة إلى الله

Q فضيلة الشيخ! لدي حماس للإسلام، والعمل له، والدعوة إلى الله، ولكن هناك ما يعيقني عن ذلك، وهو إحساسي بقيودٍ في داخلي تمنعني من عمل شيء، وهذا أمرٌ أعاني منه كثيراً فما الحل للمشكلة هذه؛ وجزاكم الله خيراً؟

صلى الله عليه وسلم هذه القيود التي تعاني منها ليست ظاهرة، وهي إن كانت قيود نفسية، وموروثات، وأشياء تشكلت في نفس الإنسان وصارت تشكل عقداً تحول بينه وبين الاستمرار في طريق الدعوة؛ فإن هذا الأمر لا يكاد يخلو إنسان من شيءٍ منه، فمقل ومستكثر، وإنما الفرق بين الناس هو أن منهم من يملك الهمة، والعزيمة، والإرادة القوية فيقدم ويتغلب على هذه الصعاب، ومنهم من لا يملك الإرادة والعزيمة، فيحجم فتتضخم هذه القيود عنده.

وأضرب لذلك مثلاً -والمثال بسيط لكنه يوضح المراد-: من أساليب الدعوة: الكلمة الطيبة تلقيها أمام الناس، وكل إنسان يجد نوعاً من الصعوبة، والتردد في الوقوف أمام الناس، وقد يشعر بحرج، وقد يشعر برعدة تعتريه أحياناً وهو يهم بالقيام، فهذه صعوبة أو عقبة، تحول بينك وبين صورة من صور الدعوة إلى الله عز وجل فمن الناس من يظل يستجيب لهذا المانع، فيحجم عن الدعوة والقيام بالموعظة مرة بعد مرة.

وقد تأتي فرص يمكنه أن يقوم فيها ولو بشيء من الصعوبة، فيفوت هذه الفرص، وقد يستجيب لهمسات الشيطان ووساوسه، التي تقول له: لا تقم.

تقوم في مناسبة أخرى، في مرة قادمة تحضر وتعد الموضوع إعداداً جيداً، حتى لا تحرج أمام الناس، وأحياناً إذا كنت تريد أن تقوم، لتتحدث بعد الصلاة، يقول لك الشيطان: لا تقم الآن والناس يسبحون, ويهللون، وقد ارتفعت أصواتهم فتقطع عليهم تسبيحهم انتظر قليلاً، وهذا ليكن أهون لك أيضاً.

فإذا سكتوا قال لك: الآن غير مناسب؛ لأن الناس بدءوا يخرجون من المسجد، ولا ينتظرون أن يقوم أحد بعد هذا الوقت، وهكذا يضع الشيطان أمامك عقبات كثيرة، فإذا استمعت لهذه العقبات الذي يضعها، مع وجود عقبات وموانع فطرية انتهى عمرك وأنت لا تستطيع أن تتكلم.

لكن إذا حاولت أن تتدرب، وتتغلب على هذه العقبات من خلال المناسبات، والفرص الكثيرة، كالفرص في المراكز الصيفية، والمدرسة، والمسجد الذي يكون أهله قليل، أو بين الزملاء إلخ، فإنك تزيل هذه العقبة شيئاً فشيئاً وإلا فهل تتصور -مثلاً- أن الخطباء الذين يعتلون أعواد المنابر، ويتكلم الواحد منهم الساعات الطوال دون تردد قد ولد هكذا؟ الجواب: لا.

وأنا أضرب مثلاً واحداً بهذا الأمر، وإلا فأساليب الدعوة كثيرة، وطرق الخير كثيرة ليست مقصورة على هذا الباب، فقد يوجد مثلاً من ييأس من إمكانية علاج هذا الجانب، وحينئذ فعليه أن يدرك أن وسائل فالدعوة كثيرة جداً، الدعوة تكون بالتربية وتكون بالتعليم وبالصلات الفردية والمناصحة، وتكون بالكتابة، والمشاركة في الأنشطة المختلفة إلى غير ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015