الحسد والغبطة

Q فضيلة الشيخ، أشهد الله على حبك فيه، وبعد فإني أجد في نفسي حسداً لبعض إخوتي، عند تميزهم علي بأعمال مع أنها أعمال خير، ويصيبني بذلك شيءٌ من الغمة، وأشهد الله على كراهية ذلك، فكيف أدفعه عن نفسي؟

صلى الله عليه وسلم أحبك الله أما من شأن الحسد، فلا شك أنه خلقٌ ذميم، والنصوص صريحة في النهي عنه، لكن ينبغي التفريق بين الحسد، وبين الغبطة؛ فإن الحسد هو: تمني زوال النعمة عن الغير، بحيث إذا رأيت أحداً قد أصيب بخير حسدته حتى تتمنى أن يزول هذا الخير عنه، أما الغبطة فهي: أنك إذا رأيت أحداً أصابه خير، تمنيت أن يصيبك مثل هذا الخير الذي أصابه، وأن ترتفع إلى مثل الدرجة التي وصل إليها.

وسواء كان الذي تحس به حسداً أو غبطة، فإن الحسد الممنوع المحرم يزول بإذن الله بالمجاهدة، وأحيل السائل على كتاب قيم، للإمام ابن حزم الأندلسي، اسمه كتاب" الأخلاق والسير في مداواة النفوس" فقد تكلم فيه عن موضوعات كثيرة مفيدة، تتعلق بعلاج النفوس ومداواتها؛ بل وذكر الإمام ابن حزم بعض الخصال الذميمة التي كانت موجودةً فيه، كالحدة والعجب وغيرها، وكيف استطاع بإذن الله أن يتخلص منها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015