علاج الظن بكلام الناس والحساسية الزائدة

Q كيف التخلص من الحساسية الزائدة والمرهفة، حيث يتأثر الإنسان من كل كلمة تقال له، ويحسب لها ألف حساب ويفسرها تفسيرات قد تكون شيطانية، وربما ظن في إخوانه الظنون الخاطئة؟

صلى الله عليه وسلم هذه الحساسية الزائدة لا شك أنها مرض يعتري الإنسان، وهي عذاب له ولمن حوله.

عذاب له؛ لأنه يحلل ويفسر تصرفات الناس، ويربط بينها بطريقة غير صحيحة، فيصبح وكأنه هو محط جميع التصرفات، الكلمة الفلانية هو المقصود فيها، والعمل الفلاني قصد فيه إبعاده، والخطوة الفلانية كانت من أجل الإساءة إليه، وهكذا.

وهي عذابٌ لمن حوله؛ لأن من حوله إذا أدركوا عنده هذه الحساية المرهفة بدءوا يجاملونه، ويحاولون تجنب الأشياء التي تثير هذه الحساسية، فيتعبون لذلك أشد التعب، ومع ذلك لا يفلحون بل لابد أن يقعوا في أشياء عفوية يفسرها هذا الإنسان تفسير غير صحيح.

وأول خطوات العلاج: أن يدرك هذا المصاب بالحساسية أنه حساس، حتى يكون عنده استعداد لقبول تفسيرات الناس لمواقفهم، فإذا قلت: أنت قلت في اليوم الفلاني كذا وكذا، وأنت تقصدني.

قال لك الطرف الآخر: لا -يا أخي- أنا لا أقصدك، إنما أقصد أمراً آخر.

ثم بينه لك فيكون لديك استعداد لقبول هذا التفسير، إذا عرفت أن عندك حساسية زائدة، ومن العوامل المعينة على إزالة أو تخفيف الحساسية: كثرة المخالطة في مثل هذه المراكز، وخاصةً أن يهدف الإنسان من خلال المخالطة إلى تدريب نفسه على الاختلاط بالناس وتفسير التصرفات تفسيراً صحيحاً، وتخفيف هذه الحساسية، والإنسان -وأعرف أشخاصاً جربوا ذلك عملياً- إذا عرف أن الحساسية موجودة لديه, وسعى في علاجها، فإنه ينجح في ذلك إلى حدٍ بعيد، وهذا من توفيق الله تبارك وتعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015