علاج التعلق بغير الله

Q ذكرت أن من تعلق قلبه بغير الله كان سبباً لشقاوته وعذب هذا الشخص به، فما هو علاج التعلق بغير الله، مثلاً: بالصور، أو بالأخص بالأشخاص الذين يوجد فيهم ما يسبب التعلق القلبي؟

صلى الله عليه وسلم غالباً ما يكون التعلق القلبي بالصور الجميلة سواءً كانت صورة امرأة، أو شاب، أو غير ذلك، فإذا وجد في الشخص الظرف، والملاحة، وخفة الدم، فإن هذا مدعاة لتعلق من حوله به، وهذا بصراحة موجود عند كثير من الشباب، وقد يأخذ أحياناً اسم الحب في الله، مع أنه ليس حباً في الله بالمعنى الصحيح.

صحيح أنهم متحابون في الله جملةً لكن هذا الحب الزائد ليس لأن هذا الشاب -مثلاً- يملك علماً أكثر، أو عبادةً أكثر، أو قرباً من الله أكثر، وإنما الصفات الشكلية التي ذكرتها، وهذا بابٌ خطير، وعلى الإنسان أن يحرص على حماية قلبه من ذلك؛ لأن القلب إذا وقع في هذا الشرك، فقد وقع في أمرٍ عظيم، فالحماية والوقاية خيرٌ من العلاج، خاصةً في هذا الباب، أما من ابتلي بشيء من ذلك فعليه أن يبحث عن الوسائل التي تخلصه من هذا الأمر، ويجاهد نفسه فيه، ويكثر من العبادة، وذكر الله، ودعائه، ويحرص على معرفة العيوب الموجودة في هذا الشخص الذي تعلق به.

فإنه إذا عرف عيوبه، وتذكر ما فيه من المعايب التي هي موجودة في كل إنسان زهد فيه وخف ميزانه عنده، ثم يحرص على ألا يستجيب لما تدعوه نفسه إليه، من كثرة مخالطته ومجالسته وممازحته، وإذا جلس إليه يحرص أن يكون في مجلس عام، وألا يكثر من الجلوس إلى جواره، والنظر إليه، وحب التعليق على الكلمات التي يقولها، وغير ذلك من الأشياء التي يكون دافعها التعلق بهذا الشخص، وهناك مقالات للإمام ابن القيم بسط في هذا الموضوع بسطاً جيداً يمكن أن تقرأه في زاد المعاد، وإغاثة اللهفان، والجواب الكافي، وغيرها من الكتب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015