ثم إنني رأيت أن نتجه إلى الله بقلوب صادقة بهذه الدعوات الحارة، التي أسأله جل وعلا أن لا يغلق دونها أبواب السماء: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10] .
اللهم إن عبادك هؤلاء اجتمعوا في بيت من بيوتك، يرجون رحمتك، ويخافون عذابك، اللهم فحقق لهم ما يرجون، وأمنهم برحمتك مما يخافون، اللهم استجب لهم ما يسألون، اللهم فرج عن المسلمين في كل مكان، اللهم فرج عن المسلمين في كل مكان، اللهم فرج عن المسلمين في كل مكان، اللهم نفس كربهم، اللهم اهد ضالهم، وعلم جاهلهم، وعافِ مبتلاهم، وقوِّ ضعيفهم، واجمع شتاتهم، وأطعم جائعهم، واكسُ عاريهم، واحمل حفاتهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين! اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهي فيه عن المنكر، يا سميع الدعاء! اللهم يا بديع السماوات والأرض! يا أول! يا آخر! يا ظاهر! يا باطن، يا من هو بكل شيء عليم، ومن هو على كل شيء قدير، يا من يقول للشيء: كن فيكون! يا من بيده مفاتيح كل شئ، وإليه يرجع الأمر كله، وبيده الخير كله، الطف بهذه الأمة المبتلاة، وارفع عنها البلاء والذل، يا حي يا قيوم! اللهم أعزها بطاعتك، ولا تذلها بمعصيتك، اللهم اكفها شر أعدائها، الظاهرين، من اليهود والنصارى والشيوعيين، اللهم اكفها شر أعدائها المستترين، من المنافقين والعلمانيين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه.
اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أرنا في الظالمين عجائب قدرتك، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم انتقم منهم لدينك وعبادك يا حي يا قيوم! اللهم انتقم من الظالمين، اللهم احفظ على المسلمين دينهم، اللهم احفظ على المسلمين أخلاقهم.
اللهم احفظ على المسلمين أعراضهم، اللهم احفظ على المسلمين أموالهم وثرواتهم، اللهم احفظ على المسلمين نساءهم، اللهم احفظ على المسلمين بلادهم يا حي يا قيوم، يا خير الحافظين.
اللهم أدر لهم فلك النصر بحولك وقوتك يا ذا البطش الشديد، يا ذا الأمر الرشيد، يا فعال لما يريد، اللهم اكفهم شر اليهود والنصارى، اللهم اكفهم شر الهندوس، والكفار والمنافقين والعلمانيين، اللهم يا ولي الإسلام وأهله! من قام يدعو إليك، ويغضب لدينك، ويغار على شريعتك، اللهم انصره وأيده وأعلِ كلمته يا رحمن يا رحيم، اللهم ومن قام رياءً وسمعة، أو لأجل الدنيا، أو لأجل فلان وفلان، فاهده لما تحب وترضى، إنك على كل شيء قدير.
اللهم إن سبق في علمك أنه لا يهتدي فاهتك أستاره، اللهم اهتك أستاره وافضح أسراره، وأدر عليه دائرة السوء يا حي يا قيوم! اللهم إنا نناديك بقلوب قد أمضتها المصائب، وندعوك بأنفس أقلقتها المحن، ونهتف إليك بألسن أثقلتها الخطوب عن الخطاب، ونحن لا نملك لأنفسنا، ولا لغيرنا حولاً ولا طولاً.
اللهم إن كنا حزنا للمسلمين، لأنهم عبيدك المنتسبون إلى دينك، لا لقرابة، ولا لمصلحة دنيوية، ولا لنعرة عصبية، اللهم بقوتك وحولك يا حي يا قيوم! أجب فيهم دعاءنا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5] .
يا مالك يوم الدين! انصر إخواننا المسلمين في مصر، وانصر المسلمين في الجزائر، وانصر إخواننا المسلمين في السودان، وانصر إخواننا المسلمين في الصومال، وانصر إخواننا المسلمين في تونس، وانصر إخواننا المسلمين في اليمن، وانصر إخواننا المسلمين في إرتيريا، وانصر إخواننا المسلمين في الهند، وانصر إخواننا المسلمين في أفغانستان، وانصر المسلمين فوق كل أرض وتحت كل سماء.
يا من يقول للشيء كن فيكون! يا واحد يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد! يا سميع الدعوات، يا قاضى الحاجات، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، نسألك وأنت الله الذي لا إله غيره، ولا رب سواه، أن لا تردنا خائبين، ولا من رحمتك مطرودين، إنك على كل شيء قدير.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
والحمد لله رب العالمين.