إننا إزاء ما يجري، يجب أن نعود إلى أنفسنا، ونعلم أن ما أصابنا هو من عند أنفسنا، وبما كسبت أيدينا، وجزاء ببعض ما عملنا، ولو آخذنا الله وعاقبنا بكل ذنوبنا، لعذبنا وعذبنا ثم لم يظلمنا {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُون} [الأنعام:65] هل نعي؟! هل نفقه؟! هل نعود إلى الله تعالى؟! قال العباس رضي الله عنه وهو يستسقي المطر من السماء: [[اللهم إنه ما وقع بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة]] فلنعلم أيها الأحباب، أن هذه الأحداث والمصائب ليست إلا بعض أعمالنا، وبعض ذنوبنا: {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة:49] وإنها ليست عقاباً فقط للشعب الذي أصيب بها، أو الفئة أو الجماعة، التي ابتليت بها، كلا إنها عقاب للأمة جميعاً.
{فالمؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، والمؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا} كما قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.
فواجب علينا، يا معشر الذين آمنوا بالله ورسوله، هنا أو هناك، أو في كل مكان، أن ندرك هذه الضربات الموجعة، فهي دروس يجب أن نعيها، وعِبَر ينبغي أن نفقهها، وأنها بعض التأديب السماوي لنا على ذنوبنا، على معاصينا في أشخاصنا، وفي بيوتنا، وأموالنا، ومعاملاتنا، وأقوالنا، وفي تقصيرنا في عبادة الله عز وجل، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي فعل الربا، وترك مؤسساته وبيوته قائمة بلا نكير.
بل وفي دعم الشر بألوانه، وعدم التعاون على البر والتقوى، وفي ألوان وألوان من الذنوب والمعاصي، الفردية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي يعاقبنا الله تعالى عليها بسببها.