أما الجرح الرابع: ففي بلاد المغرب، حيث القضاء على الوجود الإسلامي، باسم مكافحة الإرهاب، ففي تونس إعدامات سابقة بعد محاكمات صورية، وحرب للإسلام باسم الحرب على حزب معين، وهو حزب النهضة.
ولكن الواقع أن الحرب إنما هي حرب على الإسلام، فالذين في السجون أكثر من خمسين ألفاً، منهم من جماعة التبليغ، ومنهم من الإخوان المسلمين، ومنهم من الجماعات السلفية، ومنهم من حزب النهضة، ومنهم من المتدينين الذين لا ينتسبون إلى جماعة، ولا طائفة، ولا حزب، بل ذنبهم الوحيد أنهم أطلقوا لحاهم، أو تدينوا.
إن مجرد إعفاء اللحية، وتقصير الثوب، والتردد على المسجد في عرف أجهزة الأمن هناك تهمة يحاسب عليها، ويسجن بسببها.
لقد أقفلوا أكثر من سبعمائة مكتبة، لماذا؟ لأنه يوجد في ضمن ما تبيع بعض الكتب الإسلامية، ونزعوا الحجاب من المسلمات في الشوارع، وأصبح المرء لا يستطيع أن يعفي لحيته، إلا بعد أن يأخذ ترخيصاً من أجهزة الأمن بذلك، ومُنع المتدينون رجالاً ونساءً من المدارس، لا يُدرِّسون ولا يُعلِّمون، وفصل أكثر من أربعة آلاف منهم، ومنعوا من الوظائف، وزج بهم في غياهب السجون، وقُتل منهم من قتل، وجُرحَ من جرح.
وعندي صور وزعتها منظمات غربية، عن ألوان التعذيب التي يلاقيها المسلمون داخل السجون، وشرد منهم من شرد، وحطمت أسر بأكملها، وألصقت التهم بالأبرياء، وروج لها الإعلام فاتهموا فلاناً بأنه مدمن مخدرات، مع أنه رجل صالح من الأخيار، وصوروه في الصحف، وكتبوا هذه التهم، واتهموا فلاناً بأنه يغازل سكرتيرته الجميلة الحسناء، وصوروه وفبركوا كما يقال، أو صوروا صوراً خادعة.
ونشروها في الصحف، في الوقت الذي يتسترون فيه على المجرمين الحقيقيين، فقد تكلم الإعلام العالمي، عن أن أخ رئيس هذه الدولة قبض في فرنسا، بجريمة ترويج المخدرات، فمنعت جميع الصحف الفرنسية من الدخول إلى تلك الدولة.
أما المسلمون فيتهمون بالباطل، ويروج -بالباطل- عنهم مثل هذه الأكاذيب.
ونزع الحجاب بالقوة من الطالبات، ومن المؤمنات، في الوقت الذي تلزم فيه طالبات كلية الشريعة بجامعة الزيتونة بلعب كرة الطائرة، بملابس قصيرة مع الرجال.
بل تلزم بالسباحة بالمايوه الذي لا يستر إلا العورة المغلظة، على مرأى ومسمع من الرجال، ومنعت دروس القرآن الكريم، والحديث الشريف، والعلم الشرعي، والفقه، والتفسير، ليسمح للمحطات الإيطالية، التي تبث أربعاً وعشرين ساعة الدعارة الصريحة المعلنة، والمحطة الفرنسية التي تبث أربعة عشر ساعة، ألواناً من أفلام الدعارة، التي تصل إلى عرض الجريمة عياناً سمح لها لتقوم بغسيل عقول المسلمين، وتغير أخلاقهم، وعُيّن الشيوعيون المحترفون المخترقون في أكثر من خمس وزارات مهمة، منها وزارة التربية والتعليم، في حين لا يسمح للمسلم المتدين بمجرد الحياة الكريمة.
أما في الجزائر فقد صودرت الحريات، ومنع الناس من مجرد المشي في الأسواق، وحوصرت المساجد، وقتل الشباب المسلم في الساحات العامة، بمجرد الظن وأُغلِقت جميع الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإصلاحية، في اليمن، وفي طاجكستان، وفي أفغانستان، وفي البوسنة والهرسك، وفي غيرها، والله تعالى هو المستعان.