من آثار المعاصي

ِومن آثار المعصية: الوحشة بينك وبين الله، الوحشة في قلبك، فإنك إذا عصيت الله استوحشت منه، كيف تدعوه وقد عصيته؟ كيف تسأله وقد عصيته؟ وهذا يجرك إلى معاصي أخرى، في الإعراض عن الله عز وجل، بخلاف المؤمن فإنه قريب من الله تعالى، دائم الابتهال إليه دام الدعاء، إذا دخل قال: بسم الله، وإذا خرج قال: بسم الله، وإذا أخطأ قال: أستغفر الله، وإذا سمع منادياً ينادي قال: سمعنا وأطعنا.

ومثله الوحشة بينك وبين الناس، فإنك تجد العاصي -سبحان الله- كأن بينه وبين الناس حجاب، لا يحبونه ولا يطمئنون إليه، بخلاف العبد المطيع، فإن الناس يألفونه ويرتاحون إليه ويسرون لرؤيته، ويثقون به، ليس بينه وبينهم وحشة؛ لأن الله عز وجل جعل في قلوبهم محبته.

ومن ذلك: تعسير الأمور أيضاً، فإنك تجد العاصي كلما ذهب إلى أمر يغلق عليه الباب، إذا أراد أن يقبل في مدرسة لم يقبل، أو في وظيفة لم يقبل، وإن اشتغل في تجارة فشلت التجارة، أو في مؤسسة انهارت، أو اشترى سيارة، بعد فترة صار عليه حادث وتلفت عليه السيارة وهكذا.

تجده حيث ما يمم تغلق الأبواب أمامه، للسبب الذي ذكرته أولاً، وهو أن الله إذا أحب العبد يسر له الأسباب، وإذا أبغض العبد منعه، وقد يكون هذا خير، وقد تكون هذه منبهات، ضع في ذهنك أن هذا العمل يقول لك: انتبه انتبه!! غير الطريق، اختر لك طريقاً آخر، هذا الطريق الذي تسلكه لا يرضي الله عز وجل، ولا يصلح لك في دنيا ولا في آخرة، والعكس من ذلك الإنسان الطيب أينما وجه وفق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015