ومن الأسباب: عدم الخبرة وعدم المعرفة بأضرارها، بعض الشباب لا يعرف ما هي الأشياء المترتبة على العادة السرية، فهناك آثار على الوجه، تجد الإنسان الذي يمارس العادة السرية، يبدو على وجهه أثر ذلك -أحياناً- احمرار -وأحياناً- اصفرار، وأحياناً آثار ظاهرة على وجهه، يعرفها الناس منه إذا داوم عليها، وأيضاً أثرها على الأعصاب: تجد الشاب الذي يمارس العادة السرية، في أعصابه شيء من عدم الانضباط، واهتزاز واضطراب وعدم قدرة على التحمل وأيضاً أثرها على النفس: تجد الإنسان كثير القلق والخوف والتفكير، سارح شارد، عنده خجل وعدم قدرة على مواجهة الناس، وعدم قدرة على الحديث، وعنده ضعف.
وأيضاً أثرها على ترك الطاعة؛ لأنها تجر إلى معصية أكبر منها، فالذي وقع في العادة السرية، قد يجره الشيطان إلى الوقوع في الزنا، ثم يجره الشيطان إلى الوقوع في اللواط، ثم يجره للوقوع في معاصي أخرى، ثم يجره إلى ترك الصلاة، ثم يجره إلى الكفر والعياذ بالله وهي سلسلة يجر بعضها بعضاً.
كذلك هذه العادة من الآثار السيئة لها أنها تكون سبباً في سلب القوة، وأنها تقوض الأجهزة الجنسية للإنسان، حتى أن كثيراً من الأطباء، أثبتوا أن الذي يقع في ممارسة العادة السرية يكون عنده ضعف في أجهزته، فبعد الزواج قد يصاب بما يسمى بالعنة وهو العجز عن المعاشرة الزوجية.
كما أنها تضر الذاكرة ضرراً كبيراً وتكون سبباً في التأخر الدراسي، حيث تظل هذه الأفكار والصور التي في ذهن الإنسان يفكر بها بشكل دائم، فتؤثر على حفظه وذاكرته.
أخي الكريم أخي الحبيب أخي الشاب!!! ألم تقارن مقارنة سريعة بين شؤم المعصية وبركة الطاعة؟ ألم تر المعصية سبباً في حرمانك من العلم؟! شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي فتجد أن الشاب المنحرف متأخر في دراسته، وربما يؤول الأمر بكثير منهم إلى ترك الدراسة، فإذا ترك الدراسة قد يلتحق ببعض المعاهد المهنية أو غيرها، ثم لا يواصل فيها، وترك الدراسة يجر له مشاكل أخرى بسبب الفراغ، فيضيع مع زملاء يقضي معهم كل وقته، ولا يصبح له مستقبل يهمه ويفكر فيه، بخلاف الشاب الطيب الصالح المستقيم فإنك تجده مبرزاً في دراسته، تجده من الأوائل في فصله وفي مدرسته، محبوب لدى مدرسيه، وقلما تجد شاباً طيباً يفكر بترك الدراسة، مجرد خواطر تمر بفكره ثم يتركها؛ لأنه يدري أن هذا فيه خير، وفيه مصلحة وخير للأمة، أما ذلك الشاب المنحرف، فإنه يستثقل هذا الأمر ويتركه؛ لأنه قد عصى الله عز وجل فحرم بركة العلم.