حال المؤمن مع المعاصي

بالله عليكم! الذي يعرف أن الزنا حرام وفاحشة ويسخط الله عز وجل، هل يفتخر أمام الناس وأمام الملايين أو مئات الألوف من الناس، بأنه غرر بفتاة وزنى بها.

لا يفعل هذا مؤمن، المؤمن لو فُرض أنه وقع في زلة أو جرته قدمه إلى معصية، يكون حاله كحالة ماعز الأسلمي، ظل بعد ما زنا أياماً لا يذوق لذيذ الفراش، ولا طعم النوم، ولا يهنأ بعيش، ولا أكل ولا شرب، حتى يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، زنيت فطهرني، ثم يقام عليه الحد، فيصبح في أنهار الجنة ينغمس فيها، المؤمن الذي يعلم أن الزنا فاحشة يعمل كما عملت الغامدية -لو جره الشيطان إلى معصية- ما زالت حتى أقام الرسول صلى الله عليه وسلم عليها حد الزنا، بعد سنتين وتسعة أشهر من وقوع الجريمة، وهي مع ذلك تطالب بإقامة الحد عليها.

المؤمن يحرقه الندم على معصيته، أما الذي يقف أمام الناس، ويقول: فعلت وذهبت وجئت وارتكبت، ويفتخر بجرائمه ومغامراته المحرمة، فهذا لا يؤمن بقول الله عز وجل: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:32] وقل مثل ذلك بالنسبة للمخدرات والسرقات واللواط ولأي معصية يعصى الله تعالى بها، ولعل أبشع وأقبح من ذلك، أن بعض الذين طمس الله على أعينهم ومسخ أفئدتهم، وكتب عليهم الدمار والبوار -إلا أن يعودوا إليه ويرجعوا إلى دينهم- يتعدى الأمر بهم إلى أن يصوروا هذا على أشرطة مصورة، وغرضهم من ذلك أمور، من أهمها: توريط الأطراف الأخرى حتى يضمنوا أن لا يتوبوا، وكثير من الشباب يريدون أن يتوبوا، ولكن يحاول أصدقاؤهم السيئون أن يحولوا بينهم وبين التوبة بتهديدهم ببعض الصور الموجودة عندهم.

أو يبيعون هذه الأشياء ليتكسبوا من ورائها، وهؤلاء والعياذ بالله بلغ بهم الانحطاط والوقاحة والضلال مبلغه، حتى إنني لا أجد وصفاً إلا أنهم قد تشبهوا بأعداء الله من الكافرين الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة، والذين عُجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، فغاية ما يطمح أحدهم أن يتمتع بشهوة عابرة، ولا يهمه أن يكون مصيره إلى النار وبئس القرار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015