أيها الإخوة: تجلس أحياناً إلى بعض الناس، من المتحمسين للخير والمتمسكين، بل والمتشددين، فيبدأ يسرد لك من القصص التي يشيب لها الرأس، سواء في عقوق الوالدين، أو في أنواع الجرائم الخلقية، أو في غيرها حتى يخرج الإنسان وهو يشعر أن قلبه قد تلوث بما سمع واسود، ولو أنكرت على هذا الإنسان وقلت له: يا أخي، لا تزال أمة محمد بخير، ويجب عليك أن تنظر إلى جوانب الخير المشرقة في المجتمع مثلما نظرت إلى الجوانب السوداء المعتمة؛ اتهمك بأنك مغفل وأنك طيب القلب، وأنك لا تدري، وهو بهذا يصور نفسه بأنه هو الوحيد الذي يدري ويعلم ويدرك ويفهم، وأن غيره ممن ينكر هذا الأسلوب مصابون بالغفلة وعدم الإدراك، وهذا -كما قلت- خطأ تربوي، يجب أن نتفاداه وأن ننبه عليه من يقع فيه.