إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فإن عنوان هذه المحاضرة: العائدون إلى الله، وبين يدي هذه المحاضرة، أقدم مقدمة قد تستغرق بعض الوقت ولكنها لا تخلو من فائدة، بل إنني قصدت من ورائها التنبيه إلى قضية تربوية مهمة، فقد يجد بعض الإخوة أنني أميل إلى الحديث عن الظواهر الإيجابية، والأحداث السارة في المجتمع، أكثر من الميل إلى الحديث عن الظواهر السلبية والأحداث المؤلمة، وهذا ليس تعامياً مني عن الواقع وما يجري فيه، وإنما هو استجابة لما أفهمه من منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان يقول كما في الصحيحين: {ويعجبني الفأل} وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، فيفرح بالرؤيا الحسنة يراها هو أو يراها بعض أصحابه، ويكره ضدها، ويعجب للاسم الحسن الجميل، ويكره ضده وقد يغيره كما قد حصل في عدد من الحالات.