التوحيد من أسباب الثبات

ثالثاً: التوحيد من أسباب الثبات، وعدم التذبذب، وعدم التنقل والاضطراب، فإن الله تعالى واحد، وهو حي باق لا يموت ولا ينام، كما قال عز وجل: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} [البقرة:255] .

أما المعبودات من غير الله تعالى فكلها فانيةٌ لا دوام لها، فإذا تعلق الإنسان بها انتقل من معبودٍ إلى معبود، ومن محبوبٍ إلى محبوب، ويتنعم بهذا في وقت ثم يتنعم بغيره في وقت آخر، وربما يضيق اليوم ذرعاً بما كان يتنعم به في الأمس، أما الله تعالى فلا بد للعبد منه في كل حال، وفى كل وقت، وأينما كان فهو معه كما قال الخليل عليه السلام: {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} [الأنعام:76] ولهذا أيضاً كانت أعظم آية في القرآن هي آية الكرسي؛ لأن فيها إثبات الحياة والقيومية لله تعالى ونفي السِنة والنوم عنه جل وعلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015