حالة المدارس في عصرنا

أما نحن لو نظرنا في هذا العصر لوجدنا أن كثيراً من المدارس على غير ذلك، وحين أقول: المدارس أعني المدارس التي تدرس الطلاب العلم الشرعي، وهي كثيرة في أنحاء العالم الإسلامي، وليست كلها مدارس رسمية كما تتصورون، ففي كثير من البلاد -وخاصة في بلاد الهند- يوجد جامعات إسلامية ليست رسمية وإنما هي أهلية، والطالب فيها يتلقى العلم الشرعي من فقه وحديث وغيره ومناهج هذه الجامعات تختلف.

المقصود أن هذه المدارس بشكل عام التي تدرس اليوم العلوم الشرعية سواء كانت مدارس رسمية أو كانت غير رسمية تعنى بحشو المعلومات في ذهن الطالب، وإعطائه أكبر قدر ممكن من المعارف والأحكام والأدلة؛ ولذلك تربي الطالب على أن الفائدة والعلم هو تحصيل هذه المعارف الفرعية، فإذا جلس الطالب إلى شيخ وقال له الشيخ: المسألة الفلانية فيها عدة أقوال هذا قولُ فلان ودليله كذا، والراجح كذا، وبدأ يعطيه بعض الفوائد، فإنك تجد الطالب يسارع بتقييد الفوائد، وإذا خرج قال: أنا والله استفدت من هذه المحاضرة أو من هذا الدرس.

لكن حين يجلس الطالب فيسمع ترقيقاً للقلب أو تذكيراً بالله عز وجل أو بناءً لشخصيته في جانب من الجوانب المهمة أو تحذيراً من خلق ذميم، فقد لا يشعر بأنه استفاد، فهذا أثر التربية التي تلقاها الطالب في المدارس التي قصرت همها على حشو ذهن الطالب بالمعلومات فقط دون القيام ببناء شخصيته وسلوكه وتربيته تربيةً إسلاميةً متكاملةً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015