خطورة الإعلام

النقطة الثامنة: الإعلام والإعدام.

الفتنة في التلفاز أصبحت طاغية اليوم، عند الكبار والصغار والرجال والنساء، فقلَّ بيت يخلو من هذا الجهاز، التلفاز يعرض الرياضة للجنسين، يعرض المسلسلات الفاضحة العربية والأجنبية، والتي ليس لها أي معنى سوى عرض الجميلات من الممثلات وإغراء الشباب بهن، وهناك صور ونماذج موجودة عندي.

أقول: إنها مؤذية جداً وغريبة ومستنكرة، لكني لا أطيل بها لضيق الوقت، ولأني سوف أقدم للإخوة موضوعاً خاصاً، عنوانه إن شاء الله تعالى: كلام في الإعلام.

أما البرامج الدينية أو العلمية فهي أقل من القليل، ويؤسفني أن أقول: إن التلفزيون في هذا البلد يقدم برامج دينية أقل حتى مما تقدمه دول خليجية أخرى كقطر أو غيرها، وهذا نتيجة إحصائية منشورة في مجلة سعودية هي مجلة قافلة الزيت، وهي موجودة عندي، مع أن كثيراً من البرامج العلمية والدينية تفتقد الجاذبية والإثارة والقدرة على مخاطبة الجمهور، فأكثر الناس يعرضون عنها أو يغلقون الجهاز عند ظهورها.

الدش موجود في البيوت والاستراحات، يقول البعض: إنه يتابع الأخبار، في الواقع أن معظم القنوات التي تبث تبث بلغة غير العربية، ومعظم الذين وضعوا هذا الجهاز لا يحسنون إلا اللغة العربية، أيضاً لم يبلغ مستوى الوعي والمتابعة الإخبارية عند الناس إلى هذا الحد، ولهذا لا تجد عندهم عناية في أحاديثهم وأقوالهم وتفكيرهم ونظرتهم، للمتابعات الإخبارية ومعرفة المجريات، إنما الغالب أن الدافع هو الإطلاع على عروض الأزياء، وعلى الرياضة، والرقص، والمسلسلات الغربية، والبرامج المنحلة.

وأقول: لقد سمعت بأذني برنامجاً في إذاعة "هنا لندن" يتكلم عن جهود الحكومة البريطانية، في وقاية الشعب البريطاني من البث الخليع الذي يأتي عن طريق هذه القنوات، والتفكير في الحماية الأخلاقية للمجتمعات الغربية، مع أنهم قوم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يدينون دين الحق.

فما بالك بالمسلمين، إنهم أولى أن يقوموا بهذا الأمر، ولقد أعجبني كثيراً ما نشرته الصحف أن قطر قامت بمنع تركيب الدشوش وحاربتها وصادرتها، وهذا خبر مؤكد، وينبغي على جميع البلاد أن تسعى حذوها في منع التأثير الأخلاقي والديني والعقائدي على شعوبها؛ فإن ذلك يحمل أعظم الخطر عليها.

الفيديو: لقد ضعف دور الفيديو نوعاً ما بوجود الدشوش، لكن لا يزال هناك مجال من خلال الاشتراك، أو شراء ومتابعة أحدث الأفلام والمسلسلات؛ وما يحدثه ذلك من الأثر الكبير في نفوس المشاهدين أو المستمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015