أما العنوان الثاني فهو: ماذا عن شباب الهيئات.
إنهم رجال الحسبة، الشباب العاملون في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سواء كانوا عاملين في قطاعات رسمية، أو محتسبين لوجه الله تعالى في إنكار المنكرات بقدر المستطاع، أسمع كثيراً من الشباب وفي كثير من المجالس يتحدثون عن هذه النوعية من الشباب، وعن بعض الملاحظات على الأساليب والطرق التي يسلكونها.
وأبرز الملاحظات التي يقدمها إخواننا الآخرون من الشباب؛ تتعلق بأسلوب المعاملة فيمن يوجد عليه تقصير أو معصية، وأن هذا الأسلوب يعتمد كثيراً على نوع من الشدة والعنف والقسوة في العبارة.
وآخرون يقولون: إن هؤلاء الشباب -أو بعضهم- قد يطلق العنان لخياله ويقيس الآخرين بعضهم على بعض، فربما وجد إنساناً على معصية، فيتصور أن كل شاب يمكن أن يكون كذلك، ويتعامل معه من هذا المنطلق، وربما وجد أنه هو نفسه تثيره هذه الأشياء، لولا أنه يخاف الله تعالى وينهى النفس عن الهوى.
فيقول في نفسه: إذا كنت أنا الشاب الملتزم المتدين تثيرني هذه الأشياء؛ فأجد رادعاً من ديني وخوفي من الله تعالى، وأولئك الشباب الذين يوجد ما يثيرهم، وربما لا يجدون رادعاً من خوف الله تعالى أو خشيته فيقعون في المعاصي.
وأود أن أعلق على مثل هذه الأمور -فضلاً عن قضايا كثيرة تتعلق بهذا الموضوع- مثل بعض الأقوال وبعض القصص والأخبار والحكايات، التي أقول قد يصدق منها (10%) ولكن تبين لي أن (90%) من بعض القصص قد تكون من نسج الخيال، وقد سألت عدداً من الشباب عن قصص يتداولونها عن إخوانهم من العاملين في هذا المجال، فأقول له مثلاً: هل وقفت بعينك أو بنفسك على هذا الأمر؟ فيقول: لا، لكن حدثني شخص موثوق، وربما لو أتيت إلى هذا الشخص الموثوق، لقال لك: لم أر هذا ولكن حدثني شخص آخر موثوق، وهكذا تكون السلسلة طويلة، وقد أذكر لكم أنني سمعت من ذلك أشياء، وبعد ما تحريت بنفسي؛ تبين لي أن بعض هذه الأشياء مختلق تماماً، وأن بعضها الآخر قد يكون لها أصل ولكنه كُبِّر، وأن هناك نسبة قد تكون (10%) أو قل عشرين أو حتى ثلاثين قد يكون لها أصل وقد تكون صحيحة، لكن: ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه