سوء الظن

الملاحظة الثانية: سوء الظن.

وسوء الظن مشكلة عند الجميع، لماذا تفترض أيها الأخ الملتزم أو الداعية -مثلاً- إذا رأيت عند شخص معصية -أياً كانت هذه المعصية- خصوصاً المعاصي الظاهرة، ليكن -مثلاً- طويل الثوب، أو ليس على وجهه شعر، أو أن عنده ذنب، أو أنه يسمع الغناء، لماذا تفترض أنه مجرم يرتكب الفواحش الأخرى الخفية؟ ولماذا لا تفترض أنه يمكن أن يكون عند هذا الإنسان نقاء في الفطرة وصلاح في السريرة.

ولكن سوء التربية، أو مضرة قرناء السوء، أو التقليد الأعمى؛ جره إلى بعض ما رأيت، وأن هذا الانحراف الموجود عنده سهل الاندفاع قريب الزوال؟ فلا تطلق العنان لخيالك أن يتصور أن هذا الشاب الذي عنده بعض المعاصي؛ أن وراء ذلك ركام طويل من الذنوب والآثام والفواحش والمنكرات.

وكذلك أنت أيها الشاب الآخر، إذا غشيك في مجلسك شاب متدين ظاهراً، فلماذا تفترض -مثلاً- أنه جاء ليوقع بك، أو يكتشف سرك، أو أن هذا الإنسان يبطن خلاف ما يظهر؟ لماذا لا تتعامل مع الناس بالظواهر وتدع السرائر لله رب العالمين الذي يعلم السر وأخفى؟ أيسرك -مثلاً- أن يقول عنك هذا الإنسان: من كان هذا ظاهره وهذا عنوانه فعنده من المعاصي الباطنة كيت وكيت، فيدعي عنك ما لم يعلم؟ حتى لو كان موجوداً فإنك تقول: سترني الله تعالى فلماذا تفضحني أنت.

وإذا كان الأمر كذلك؛ فينبغي أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.

لماذا لا نجعل حسن الظن شعارنا ودثارنا؟ ولماذا لا نتعامل مع الآخرين دائماً ببساطة ووضوح وبعيداً عن العقد والمشكلات والأوهام والظنون؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015