ومن الدين أيضاً الحديث عن المرأة والدفاع عن حقوق المرأة، ومن المؤسف جداً أن يتولى الدفاع عما يسمى بحقوق المرأة العلمانيون وأعداء المرأة، فيتظاهرون بأنهم مدافعون عن حقوقها، وأنهم يريدون رفع الظلم عنها، وقد يستغلون بعض الظلم الذي يوجد حقيقة على المرأة في بعض البيئات وبعض المجتمعات.
ومرة أخرى أقول: أنا لا أتكلم عن بلد بعينه، بل أتكلم عن مجتمع المسلمين في كل مكان، وسيكون هذا المجتمع هو ميدان حديثي في المستقبل بإذن الله تعالى بشكل عام دون حاجة إلى التذكير الدائم بهذا الأمر.
فالمرأة تعاني أحياناً من منع الميراث، وأحيانا تمنع حتى من العبادة المشروعة، وأحياناً يتصرف فيها أبوها، وكأنها سلعة للبيع والشراء، ولا يأخذ رأيها حتى في بضعها وفي من ينكحها ومن يزوجها! في الرجل الذي يكون شريك حياتها.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول -كما في الحديث الذي رواه أحمد وابن ماجة بسند جيد- يقول صلى الله عليه وسلم: {إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة} ولا يكفي الكلام حينما نتكلم عن المرأة أن نتكلم عما يجب على المرأة، يجب أن تفعل، ويجب أن تفعل! بل يجب أن نتكلم أيضاً عما يجب للمرأة عن حقوق المرأة، وهذه أعظم ضمانة نستطيع أن نقطع بها الطريق على دعاة تغريب المرأة وتخريبها المسمين بدعاة تحرير المرأة.
فلن تنصت لدعاوى المستغربين والعلمانيين الذين يستغلون الظلم الواقع عليها، ويطالبون بحقوقها، لن تنصت لدعواهم إذا استطعنا نحن المسلمين وطلبة العلم والدعاة إلى الله أن ندافع عن حقوق المرأة، ونبين الظلم الذي وقع عليها، وأنه يجب رفعه ممن وقع منه في، أي: بيئة كان وفي أي بيت كان وفي أي مجتمع كان.