المخاوف من الإسلام

النقطة السادسة: المخاوف من الإسلام.

كان السفير الألماني في المغرب واسمه هوفمان، كان يستعد لإصدار كتابه الذي هو بعنوان: الإسلام هو البديل، عندما بعث إليه وكيل وزارة الخارجية هناك ببرقيةٍ سريةٍ عاجلة، يحذره فيها من الوضع الخطير الناشئ عن دعوته إلى الأفكار الإسلامية، ويحذره من تجاهله لوظيفته باعتباره ممثلاً لدولة غربية ديمقراطية وهي ألمانيا، وتلك الرسالة كانت تمهيداً لقرار استدعائه ومناقشته، وكان هذا الرجل قد أسلم منذ أكثر من ثلاث عشرة سنة.

وفي جمعية دراسات الشرق الأوسط قبل سنوات، في خطاب لرئاسة الجمعية، يقول: إذا كان الإسلام لم يعط التغطية الكافية منذ سنوات -أي: لم يتم التعريف به، أو كان الجهل بالإسلام هو سمة الماضي- فإنه يستطيع الكثيرون الآن أن يؤكدوا أن الأمر قد تغير في السنوات الأخيرة، وكما قال أحد الزملاء: إن الصحوة الإسلامية، بل دراسة الإسلام والمجتمعات الإسلامية أصبحت مهنة نامية، والخبراء جاهزون وموجودون بكثرة، من رؤساء الدول، ووزراء الخارجية، ووزراء الدفاع، والصحفيين، والأكاديميين، ومن كل الأشكال والأحجام والألوان.

ويقول هذا الخطاب أيضاً: إننا فهمنا المجتمعات الإسلامية في الماضي خطأً، لأسبابٍ منها: أولاً: الانسياق وراء العلمانية، وفصل الدين عن الحياة.

ثانياً: أننا انخدعنا بالنخبة المثقفة المستغربة من العرب والمسلمين، وارتحنا إليها، وظننا أنها تمثل الإسلام والمجتمعات الإسلامية، وتجاهلنا دور العلماء الشرعيين والدعاة والمعاهد الإسلامية.

وفعلاً عقدت ندوات كثيرة، وصدرت كتبٌ ودراسات عن الإسلام والصحوة الإسلامية، فماذا كانت النتيجة؟ نتيجة علمهم ومعرفتهم بالإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015