الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتوقف

Q كيف تكون حياة المسلم في البلاد التي تحكم بغير ما أنزل الله؟ وهل عليه أمرٌ بمعروف ونهي عن منكر حيث إن حكام هذه البلاد التي تحكم بغير ما أنزل الله علمانيون؟

صلى الله عليه وسلم إن المسلم مطالب في جميع الظروف بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الأنبياء إنما بعثوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأول ما يأمر الإنسان بالمعروف وينهى عن المنكر يأمر نفسه وينهاها، ثم يأمر من تحت يده، ثم يأمر من يستطيع من سائر الناس، فالمسلم مطالب في تلك البلاد بأن يعمل على أن يعيش الحياة الإسلامية في نفسه وفي بيته ما استطاع، ومع الأسف الشديد بعض المسلمين بل الكثير قد يكونون طيبين في ظاهرهم وربما يكون بعضهم من دعاة الإسلام، فإذا أتيت إلى الواحد منهم وجدته مقصراً أشد التقصير في الشعائر التعبدية، لا يصلي مع الجماعة -مثلاً- لا يربي لحيته، لا يقول الكلمة الطيبة، ويبالغ في الخوف من المخلوقين، والواجب على الإنسان مع اتخاذ الحيطة والحذر ومراعاة المصلحة أن يخاف من الله عز وجل، ولله الحمد ما من بلد اليوم إلا وفيه مسلمون صالحون مجتمعون على الخير، فعلى الإنسان أن ينضوي إليهم، وينضم إلى سلكهم وأن لا ينفرد، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الدرداء عند أبي داود والترمذي وأحمد وغيرهم أنه قال: {إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية} وعليه أن يربي نفسه على منهج الإسلام ويسعى إلى التمكين للمسلمين في الأرض ما استطاع، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015