السؤال يقول: أخي في الله، إن المسلم حينما يعيش مع سير هؤلاء العظماء، يرى أن أمامه طريقاً يخالف الطريق الذي كان يسلكه قبل سماعه لسيرة هذا العالم، ولكن سرعان ما ينتهي من سيرة هذا العالم، فلا يلبث بضعة أيام، حتى ينسى ما كان في نيته أن يعمله للتغيير من مسلك حياته السابق، أرجو إرشادي وإرشاد غيري لكي نبقى على اتصال دائم مع حياة هؤلاء العظماء؟
صلى الله عليه وسلم وصف أحد الوعاظ وأظنه الإمام ابن الجوزي رحمه الله المواعظ بأنها كالسياط التي يضرب بها ظهر الإنسان، فما دام وقع السياط على ظهرك فهو يحس بألمها، فإذا توقف الضرب زال الألم، وكذلك المواعظ بألوانها هي عبارة عن مؤثرات تشد الإنسان وحين ينتهي الإنسان من هذه المواعظ يبدأ تأثيرها يخف تدريجياً في نفس الإنسان ولكن على الإنسان أن يستغل ويستفيد من هذا الشعور الذي ينبعث في قلبه خلال سماعه للموعظة، يستفيد منه في أعمال الخير، ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لكل عابدٍ شرة، ولكل شرةٍ فترة} فالشرة هي الشدة والقوة والاندفاع، فعليك أن تستثمر هذا الأمر في الطاعة والتقرب إلى الله عز وجل، وكذلك عليك أن تكثر من حضور مجالس الذكر، حتى تظل على اتصالٍ دائم بهذه الأشياء، ولا يهدأ تأثير موعظة في قلبك إلا وتسمع موعظة أخرى يبدأ تأثيرها بعد ذلك، وعلى الإنسان أن يدرك بعد ذلك أنه بشر، وليس مطلوب منه أن يكون في جميع الأحوال على ذلك المستوى، ولا بد أنكم سمعتم جميعاً حديث حنظلة في صحيح مسلم، وشكواه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {إنكم لو تدومون في كل حال كما تكونون عندي، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة، ساعة وساعة} .