ثم يخرج هذا الشاب من عند عمر، فينظر إليه فإذا ثوبه يمس الأرض، فيقول: علي بالغلام فيأتونه به، فيقول: [[يا ابن أخي، ارفع إزارك، فإنه أنقى لثوبك -وفي رواية- أبقى لثوبك وأتقى لربك]] قضية يمكن اعتبارها سهلة في نظر الكثير منا، وهي إسبال الثوب، وعمر رضي الله عنه في موقف صعب، وهو يعاني سكرات الموت، بل وهو يواجه قضايا كبيرة في الواقع منها قضية الخلافة، وكيف يترك المسلمين بشأنها، هل يعهد بها إلى أحد؟ أو يعهد بها إلى مجموعة من الناس أو يترك المسلمين على حالهم، ومع ذلك لا ينسى أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه، أن ينبه رجلاً من المسلمين إلى خطأ وقع فيه، وهو أنه أسبل ثوبه، وينبهه بالأسلوب اللين، وبالحكمة، والموعظة الحسنة: يا ابن أخي، ارفع ثوبك، ويبين المزايا الدينية والدنيوية لهذا الأمر، فمن ناحية دنيوية هو أبقى لثوبك وأنقى له، ومن ناحيةٍ أخروية هو أتقى لربك، وهذا يؤكد أن المسلم عليه أن يأخذ الإسلام كله جملةً واحدة.