الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد: تواصلاً مع حديثي السابق في الليلة الماضية أكمل ما بدأت في هذا الليلة إن شاء الله تعالى، والحديث وإن لم يكن ذو علاقة وطيدة بأصل الموضوع، إلا أنه استطراد ضروري لما سبق، فقد تحدثت في الليلة الماضية عن مواقف العلماء الشجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقوامة على المجتمعات الإسلامية، ومثلت في ذلك بمواقف لبعضهم، كمواقف المنذر بن سعيد، والعز بن عبد السلام، وابن تيمية، وهذه المواقف إنما هي غيض من فيض وقليل من كثير.
ثم أشرت إلى أن هذه المواقف كان لها ملابسات معينة، حدثت فيها ولم تحدث صدفة، أو من أفراد مغمورين مجهولين، جاءوا من عرض الطريق ثم فعلوا هذه المواقف، ثم يأتي السؤال اليوم وهو سؤال يجب أن يطرح فعلاً وهو: ما هو الجانب المتعلق بواقعنا من هذا؟ أي: كيف نطبق هذه المواقف على الواقع الموجود والقائم اليوم؟ وكيف نعرف الأخطاء القائمة في واقع المسلمين عامة وخاصة طلاب العلم وحملته؟ وكيف نعرف ذلك؟