يجب على طالب العلم أن يحرص على صلاح قلبه، وتوجهه إلى الله تبارك وتعالى، وأن يكون مقبلاً على الله والدار الآخرة معرضاً عن الدنيا وزخرفها، ولذلك كان السلف يعتبرون أن الفقيه هو العابد الزاهد المقبل على الله.
جاء فرقد السبخي إلى الحسن البصري فسأله عن مسألة فأفتاه فيها، فقال له فرقد: يا إمام! ما هكذا يقول الفقهاء، فقال له الحسن البصري: [[ثكلتك أمك، وهل رأيت في حياتك فقيهاً قط؟ إنما الفقيه المعرض عن الدنيا المقبل على الآخرة، الخائف من الله، الكاف عن أعراض الناس، المستعد للقاء الله]] إلى آخر الصفات التي ذكرها رحمه الله.
وهذا المعنى قد أخذه الحسن وغيره من السلف من كتاب الله تعالى فإنهم كانوا يعدون العلم الخشية، انظر إلى قول الله عز وجل: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} [الحشر:13] فوصفهم بقلة الخشية من الله، وكثرة الخشية من المخلوقين لقلة فقههم وعلمهم، وكلما زاد فقه المرء زادت خشيته لله، فطالب العلم يجب أن يظهر أثر العلم في سمته، وهديه، وإقباله على الله عز وجل.