سؤال مصاب بمرض العشق

هذا أيضاً سؤال آخر يقول: أنا شابٌ ابتلاني الله تعالى بأخطر الأمراض المعنوية، وهو مرض العشق- أعاذنا الله وإياكم منه- حيث كانت البداية مع شاب صغير حاولتُ مساعدته بعد أن شكا لي ظُلم والده له، وقسوته عليه، فعطفت عليه وساعدته، ولم أكن أعلم ماذا يخبئ لي القدر المجهول -على حد تعبيره- حيث تحولت العلاقة إلى عشق مرير لا أستطيع التخلص منه وهو كذلك، وأحمل والده المسئولية العظمى أمام الله تعالى حيث أهمل ابنه، وقسى عليه وطالت مدتي معه، حتى أنبني ضميري، وصارحته أن عليه أن ينسى الأيام الماضية لتبقى مجرد ذكرى في طيش الشباب، ولكنه بكى أمامي كالحمل الوديع، ورفض أن أتخلى عنه مهما كانت الأحوال، فاستسلمت للأقدار رغم إيماني التام أن الهدف الحقيقي من هذه الحياة، أجل وأسمى من هذه التوافه، يقول: وأعاتبك عتاباً رقيقاً، لعدم إلقائك لأحد الدروس السابقة، التي كنت أعلنت عنها بعنوان مصارع العشاق، وأرجو أن يتحقق هذا الأمل ويُلقى الدرس فلا تعلم قد تكون هدايتي على يديك لتحصل على خير كثير! أسأل الله تعالى أن يهديك على يدي أو على يدي غيري، المهم أن يهديك الله تعالى إلى سواء السبيل، ويأخذ بيدك إلى ما يحب ويرضى.

أولاً: أنا قرأت هذا السؤال عمداً من أجل أن تسمعوه فيسمعه الآباء ويدركوا أهمية عنايتهم بأولادهم وخاصة من صغار السن، في السن الابتدائي والمرحلة المتوسطة، ويحرصوا على مراقبتهم وشدة الاهتمام بهم، وكذلك لأنه يسمعه الشباب فيحذروا على أنفسهم ويبتعدوا ويدركوا أنه ربُما نظر نظرة تكون سبباً في بلاءٍ وحزنٍ طويل، فيحرص الإنسان على أن يلتزم قول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور:30] ربما نظرة يُحرم الإنسان بسببها لذة العبادة، وربما نظرة يحرم الإنسان بسببها من حفظ القرآن، وربما نظرة يحرم الإنسان بسببها من الطاعة، فتثقل عليك، وربما يحال بينه وبين الهداية بسبب إدمان النظر، وكونه يتلفت يمنةً ويسرةً، ينظر في وجوه الناس شباباً ونساءً، وينظر في الصور ويتأملها ويستحسن حسنها ويستملحها، ويتأملها ويتلذذ بالنظر إليها وإدمان ذلك، فيورث هذا قلبه مرضاً طويلاً!! نسأل الله تعالى العفو العافية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015