ثالثاً: إن هذا قد يعود إلى وجود نوع من الطبيعة العاطفية عند هذا الإنسان، إنه إنسان عاطفي قوي العاطفة، عنده قدر من المحبة في قلبه، وهذه المحبة لم تجد طريقها الطبيعي الصحيح، ولذلك صارت مثل الماء الذي لا يجد مجراه الصحيح، فيضيع في الصحراء هنا وهناك، فعلى الإنسان أن يعالج هذا الأمر، بأن يملأ المكان الطبيعي من المحبة بما شرع الله تعالى، أما المحبة العبادية فكما بينت أنها لله تعالى، فيحب الله تعالى ويقبل عليه، ويحب النبي صلى الله عليه وسلم وسائر أنبياء الله ورسله، ويحب الصالحين والأعمال الصالحة، أما المحبة الطبيعية البشرية فعليه أيضاً أن يبحث عن بنت الحلال التي تملأ هذه الخانة المخصصة، فإن القلب عبارة عن خانات، وهناك خانة مخصصة للحب الطبيعي للزوجة والأولاد وغير ذلك قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران:14] .
فهذه الخانة إذا زادت فهي مذمومة، وإذا نقصت فقد تضر بالإنسان -أيضاً- فعليك أن تبحث عن بنت الحلال التي تملأ هذه الخانة المخصصة في قلبك لحب الزوجة، أو لهذا اللون من الحب بما أحل الله تعالى، وتغض بها بصرك عن الحرام وتعف بها فرجك عما لا يجوز ولا ينبغي.