شياطين الجن

السبب الأول: وسوسة شياطين الجن، الشيطان الجني المسلط على ابن آدم، والذي له في القلب لمةُُ وله تأثير وله محاولة، وقد توعد بني آدم أن يغويهم أجمعين، وهددهم منذ عهد أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام أن يقعد لهم بكل طريق يقطع عليهم هذا الطريق، ويحول بينهم وبينه ويحاول أن يوجد العثرة لهم عن الهداية، فهذا شيطان الجن، وعلاج شيطان الجن، أن تستعيذ بالله منه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف:201] .

وعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس:1-6] .

فالاستعاذة من شيطان الجن أولاً، وعلى العبد أن لا يدع لشيطان الجن سبيلاً إليه، وذلك بكثرة الذكر فإن الشيطان إذا دخلت البيت حاول أن يوسوس لك، فقل: بسم الله، فإذا خرجت حاول أن يوسوس لك، وقل: بسم الله وادع الدعاء الوارد، فإذا دخلت الخلاء حاول أن يوسوس لك، فقل: بسم الله وادع الدعاء الوارد، فإذا أردت أن تنام حاول أن يوسوس لك، فقل: بسم الله وادع الدعاء الوارد، فإذا استيقظت وإذا ذهبت، أو سافرت، أو أقمت، أو حصل منك أي تغير في حال من أحوالك، فاجعل الذكر أنيسك وخليلك في كل حال، واجعله حائلاً بينك وبين شياطين الجن الذين قد يضرونك حتى في بدنك، فمن المعلوم أن الشيطان الجني يحاول أن يضر الإنسان حتى في بدنه، فالجن قد يلاطفون الإنسان، وقد يؤذونه في نفسه، وقد يؤذونه في أهله، وقد يؤذونه في ولده، والذي يحول بينه وبين ذلك هو أن يستعيذ بالله تعالى من شرهم، وأن يذكر اسم الله تعالى، ولهذا جاء في الحديث: {ستر ما بين أعين الجن وبين عورات بني آدم إذا دخلوا الخلاء أن يذكروا اسم الله} فإذا أراد الإنسان أن يدخل الخلاء فقال: {بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث} كما علَّم النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن للشيطان عليه سبيل، فلا يراه ولا يستطيع أن يضره بشيء وهكذا غير هذه الأماكن، خاصة الأماكن التي تكون محتضرة، أي: يحضرها الشياطين ويكثرون فيها، فعلى العبد أن يتحصن من شر شياطين الجن بالأدعية والأذكار الصباحية والمسائية والأوراد التي يحفظه الله تبارك وتعالى بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015